صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

[size=30]وتبقى "جنين" الرقم الأصعب في معادلة الصمود والانتصار
 
بقلم: نبيل دياب - غزة - فلسطين 

في الوقت الذي حاولت فيه حكومة الفاشيين العنصريين وجيشها المجرم كسر إرادة شعبنا الفلسطيني والنيل من عزيمة مقاومته الباسلة عبر الجرائم اليومية فقد سطرت جنين ملحمة كفاحية جديدة في الشجاعة لصد العدوان الحربي الغاشم وكتب أبطال المقاومة رواية انتصار الكف على المخرز بثباتهم ووحدتهم الكفاحية والميدانية رغم ارتقاء الشهداء منهم و الجرحى و رغم التدمير والقصف والبطش والتنكيل والملاحقة والاعتقال.
 
وأمام بسالة المقاومة في جنين تقهقر جيش الإجرام الفاشي يجر أذيال خيبته منكسرا ولم يخلف وراءه إلا خرابا وتدميرا وجرائم بشعة يندى لها جبين الانسانية اقترفها بتبجح وعنجهية واهم وأنه من خلالها سيكسر إرادة شعبنا؛ فكيف لا وهو الذي قصف منازل المواطنين الآمنين الأبرياء وروع الأطفال والنساء وأجبرهم وكبار السن والمرضى على ترك منازلهم بالمخيم تحت وطأة القتل والقصف والتدمير منتهجا تهجيرا قسريا إضافة لاعتداءاته الهمجية برصاصه الحي وقنابل الغاز على المستشفيات والمرافق الصحية وعرقل متعمدا عمل الطواقم الطبية ومنعها من الوصول لاخلاء الجرحى والمصابين واستهدف الاعلاميين ومعداتهم الصحفية في محاولة فاشلة لفقء عين الحقيقة التي كانت ترى وترصد إجرامه وتوثقه للأبد لتظل وصمة عار على جبينه المسخ.
 
وقد عاث أيضا خرابا بتجريف متعمد للطرقات والشوارع ودمر شبكات المياه والصرف الصحي وأطبق الحصار على المخيم ولم تمض ثمان و أربعون ساعة على بدء عدوانه الذي شنه تحت جنح الظلام إلا وقد مني بفشل ذريع تجسد في صده بمقاومة باسلة واحتضان وتضامن شعبي ووطني لم يسبق له مثيل فتكاتف أبناء شعبنا في جنين وخارجها بمختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية وهبوا من كل حدب وصوب ومدوا لجنين جسور التواصل ولم يتركوها وحدها ينهش جسدها أنياب العدوان الهمجي والغاشم في حين كان لهيب المقاومة يستعر بين أزقة مخيمها مثلما استعرت حممه الغاضبة على رؤوس المحتلين قبل ما يزيد عن العشرين عاما وقد أعاد أبطال المخيم للأذهان مشهد أبطاله الشجعان طوالبة وأبو جندل وأبو الهيجاء وجددوا لهم ولشعبنا عهد التشبث والثبات والصمود لإفشال مخططات تدميره والنيل من أبطاله الفرسان.
 
ورغم تشجيعه و حكومته المجرمة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها كبريطانيا فقد حام المأفون "نتنياهو" كالغراب وقت الخراب ليسرق صورة انتصار زائف وكاذب له ولجيشه ليحاول تسويقها على مجتمعه المأزوم سياسيا وأمنيا واجتماعيا ولم يفلح في التقاطها تحت ضربات المقاومة التي أماطت اللثام عن وجهه الفاشي العنصري الاجرامي في حين سارعت ماكنته الاعلامية المضللة إلى إخفاء الخسائر الفادحة التي تكبدها جيشه الفاشل من قتلى وجرحى وتدمير آلياته العسكرية وإعطابها ومع هذا الفشل الكبير لما اسماها عملية " البيت و الحديقة" فقد ازداد التصدع الافقي والرأسي في البنية المتهالكة لحكومته الفاشية العنصرية وبالتوازي فقد انطلق الارعن بن غفير مسعورا ليدعو سوائب مستوطنيه لمزيد من حمل السلاح وقتل ابناء الشعب الفلسطيني وتنفيذ الابادة الجماعية والتطهير العرقي بحقهم ليؤكد هؤلاء الفاشيون عداءيتهم المطلقة لشعبنا وترجمة فعلية للحرب المفتوحة التي اعلنوها عليه.

إن مجريات المشهد في جنين التي فشل جيش الاحتلال الاستفراد بها تستدعي وقفة جادة ومسؤولة مع الذات التي يجب الاعتماد عليها في ظل الصمت والخذلان وليس لنا سواها أن تكون المدماك والقاعدة الأصلب لوحدتنا الوطنية الحقيقية نسعى ودون إبطاء وتلكؤ من أجل استعادتها و تحقيقها قولا وفعلا، وحدة تتجسد في القيادة الوطنية الموحدة ببرنامجها السياسي والكفاحي المقاوم والموحد وباستراتيجيتها الكفاحية والموحدة تستطيع و باقتدار قيادة الشعب الفلسطيني وفي مقدمته هذا الجيل الشبابي الباسل الرافض للتدجين والاحتواء وكي وعيه والرافض أيضا للذل والهوان والمستعد للبذل للتضحية والعطاء في سبيل حماية وطنه وكرامته الانسانية والوطنية.
 
فلم تستجد جنين ولم تستغث ضعفا أو هوانا رغم ما ارتكب بها من إجرام لتبقى جنين فلسطينية الهوية عميقة الانتماء الوطني باسلة شجاعة عصية كغيرها من مدننا وبلداتنا ومخيماتنا وقرانا على الانكسار.
[/size]