أدت هزيمة الاتراك في معركة نوارين (نفارين) البحرية عام 1828 والحرب الروسية عام 1829 إلى إنهاك القوة العسكرية العثمانية. في ذلك الوقت كانت المسالة الشرقية وسبل الحفاظ على نفوذ السلطان (رجل أوروبا المريض) مثار نقاش دبلوماسي دائم بين القوى الأوروبية. وبعد رفض السلطان محمود الثاني تنصيب والي مصر محمد علي باشا حاكماً على سوريا أيضاً، احتدم الصراع بين الاثنين كما ذكرنا سابقا الى ان تم الاعتراف عبر صلح كوتاهية بسلطة محمد علي على سوريا وجنوب الأناضول. هذه الأحداث بمجملها تُعرف أحياناً في المصادر التاريخية بأزمة المسألة المصرية او ازمة المشرق الأولى.
ومن جانبها، استغلت فرنسا هزيمة العثمانيين في حرب الاستقلال اليونانية، وقامت في العام 1830 باحتلال الجزائر. وبدءاً من العام 1840 بذل رئيس الوزراء الفرنسي أدولف تيير قصارى جهده في تعويض غياب نجاحاته في السياسية الداخلية عبر إنشغال بلده في السياسية الخارجية. لقد رأى الوزير في محمد علي حليفاً مثالياً لها، ولذلك دعم مسعاه في التخلص نهائياً من سطوة السلطان العثماني. أما هدف السياسية الفرنسية من كل ذاك فكان جعل الساحل الأفريقي للبحر الأبيض المتوسط وإلى ما بعد السويس منطقة نفوذ فرنسية. ولكن كل هذا تحطم على صخرة اللورد بالمرستون، رئيس الوزراء البريطاني ومهندس "المسألة الشرقية"، والذي أرسل نصيحة للملك لويس فيليب ملك فرنسا أن ينحاز لقرارات مؤتمر لندن ضد محمد علي أو يبقى على الحياد! فاختار فيليب الحياد، وبذلك فقد محمد علي حليفا هاما، فانصاع مرغما لقرارات مؤتمر لندن، فكانت نهاية حلمه الكبير.
#وقال_الراوي