العلامة رفاعة رافع الطهطاوي، أحد أئمة التنوير في مصر في القرن التاسع عشر، لما أحدثه من أثر في تطور التاريخ الثقافي المصري الحديث. من مواليد طهطا بصعيد مصر عام 1801م، ورغم ضيق الحال تلقى تعليما جيدا الى ان انتقل للقاهرة للدراسة بالأزهر الشريف وهناك تعرف بالشيخ حسن العطار وكان اماما مطلعا ومتنورا، مما دفع الطالب رفاعة لأن يقرأ في كتب الجغرافيا والتاريخ والطب والرياضيات والأدب والفلك؛ وهذا له أكبر الأثر في ازدياد علم الطالب رفاعة وثقافته الى حد كبير. وقد تخرج رفاعة في الأزهر في الحادية والعشرين من عمره. فاختاره «محمد علي باشا» ليكون إمامًا للبعثة العلمية المتجهة صوب فرنسا، بناء على توصية من أستاذه حسن العطار، وهناك قرر ألا يعود إلا بعد أن يكون شخصًا نافعًا لوطنه ومجتمعه. لذا؛ عكف على تعلم الفرنسية، وقراءة أهم الكتب وأنفعها، وترجمة ما استطاع منها مع شرحه وتفسيره. وقد حرص الطهطاوي على إبداء المقارنة بين حال العلم في فرنسا وبين حاله في مصر.
وعاد الطهطاوي إلى مصر عام 1831م، بعد أن قضى خمس سنوات في باريس يبحث ويتعلم ويترجم ويؤلف، وتجسدت خلاصة جهده الجهيد في أهم كتبه، وهو كتاب «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، وقد عدَّ المؤرخون هذا الكتاب واحدًا من أهم كتب النهضة الثقافية التي كتبت في القرن التاسع عشر. وقد توفي رفاعة الطهطاوي سنة 1873م عن عمر يناهز الثانية والسبعين عامًا، بعد أن قدم مشروعًا نهضويًّا رائدًا، استفادت منه الحركة الثقافية والعلمية في مصر، وبنى عليه من خلفه من جيل النهضة المصرية أوائل القرن العشرين.
#وقال_الراوي