انشأ محمد علي باشا بعض الأسبلة، كصدقة جارية على أرواح أبنائه الذين ماتوا في حياته، ففي عام 1820م أنشأ سبيلا بالعقادين على روح ابنه طوسون باشا الذي توفي عقب حملة الحجاز، وفي عام 1828م انشأ سبيلا آخر في النحاسين (شارع المعز) على روح ابنه اسماعيل باشا الذي مات حرقاً في شندي بحملة السودان. وقد اختار الطراز العثماني الصريح لتلك الأبنية، ولعل ذلك يرجع لكونه استعان بحرفيين أتراك من الأناضول، فلا يظهر عليه أي جانب من عمارة المماليك التي كانت منتشرة في مصر في وقت سابق. الواجهة رخامية منحوته منحنية بشكل خارج عن واجهة المباني المحيطة والمجاورة للفت انتباه المارة بالشارع، بزخارفها النباتية والكتابية الغنية، وتحتوي الواجهة علي أربعة شبابيك للسُقيا أكبرها الشباكان في وسط الواجهة، عليها شبكات حماية من النحاس المصبوب علي هيئة أشكال هندسية أعلاها شكل يشبه أشعة الشمس، وأسفلها فتحات أخذ المياه علي هيئة محاريب صغيرة متجاورة تسمح بدخول الأيدي لأخذ المياه ويتوج الشبابيك عقود نصف دائرية.
#وقال_الراوي