ثقافة عاشوراء
بقلم / محمد يوسف العرادي
يتجدد الحزن والحداد على سيد الشهداء وأبو الأحرار الامام الحسين عليه السلام ، وكأن الحادثة جرت تفاصيلها اليوم ، تنصب المآتم وترفع الرايات ويعم السواد كل العالم ، إعلانا ببداية شهر الاحزان على أهل البيت عليهم السلام ، يصطبغ العالم بصبغة الحزن والجزع والعزاء على سبط النبي الذي قال فيه ( حسينا مني وأنا من حسين ) ان نشر ثقافة عاشوراء أمرا في غاية الأهمية حتى يقترن العلم بالعمل ويزداد الثواب ، ما مدى معرفتنا بآداب عاشوراء ؟ هل ازدادت معارفنا عن هذا اليوم ؟ كيف كان اهل البيت عليهم السلام يتفاعلون مع بداية شهر محرم وبالذات في العشرة الأولى منه ؟
ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): (من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، يجعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره )
و عنه (عليه السلام) قال ( فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم قال (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام)
و عن الإمام الباقر (عليه السلام) - في حديث زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء من قرب وبعد -: ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه... وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين (عليه السلام)... قلت: فكيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (عليهم السلام) وجاءت الرواية عن الصادق (عليه السلام) باجتناب الملاذ فيه، وإقامة سنن المصائب، والإمساك عن الطعام والشراب إلى أن تزول الشمس، والتغذي بعد ذلك بما يتغذى به أصحاب المصائب .
واذا أمكننا ان نحصر أهم هذه الآداب الواردة في الروايات وهي :
- لا يرى ضاحكا ( اجتناب الضحك في العشرة الأولى بالخصوص )
- كانت الكأبة تغلب عليه ( الحزن والهم )
- يوم العاشر يوم الحزن والمصيبة
- توجيه الاهل للبكاء عليه
-تعزية بعضنا البعض
- اجتناب الملاذ فيه