الباشا الثعلب نوري السعيد
أشهر رئيس وزراء عراقي باني العراق الحديث والمؤسس عند محبيه، والعميل الأكبر والقاتل عند كارهيه.
يعتبر نوري باشا السعيد الشخصية العراقية الأكثر إثارة للجدل من شخصيات القرن العشرين، فتجد حول شخصيته إستقطاب شديد، بين جهة تعتبره شخصية قمة في الوطنية وباني العراق الحديث، وجهة أخرى تعتبره العميل الأكبر ومدمر عوامل النهضة.
وفي هذا المقال سألخص سيرة هذا الرجل في نقاط:
1- ولد في بغداد عام 1888م، وهو من عشيرة القَرْغولي القحطانية، وتخرج من المدرسة الحربية في إسطنبول سنة 1906م، وشارك في حرب البلقان وفي حرب القوقاز عام 1914م بين الدولة العثمانية وروسيا، وبعد هزيمة العثمانيين، عاد وحده من القرم إلى العراق، قاطعا مسافات كبيرة ما بين السير على الأقدام أو ركوب الدواب.
2- وقع في أسر البريطانيين في عام 1915م بعد فشل الحملة العثمانية على قناة السويس ثم تم إطلاق سراحه، وشارك في الثورة العربية الكبرى عام 1916م، وقام بتكوين شبكة علاقات واسعة بينه وبين القوميين العرب وكذلك البريطانيين وأيضا مع العشائر العراقية، فأصبح له نفوذ واسع، لدرجة أنه كان له دور بإختيار الملك فيصل ليكون ملكا على العراق وعدم إختيار منافسيه على العرش، ومن ما يدل على ذلك هو رسالة أمير الأحواز خزعل الكعبي إلى نوري السعيد يطلب منه دعمه لتولي عرش العراق.
3- يعتبر هو مؤسس الشرطة العراقية، حيث أسسها عام 1922م ليكون أول مدير لها، وتولى رئاسة وزراء العراق 14 مرة، وخلال حكمه قام بعمل منشآت واسعة وبنى تحتية وتكوين المؤسسات والوزارات العراقية.
4- كان أحد المشاركين في قتل الملك غازي عام 1939م بشهادة ناجي شوكت وزير الداخلية انذاك، وصائب شوكت الطبيب الخاص بالملك غازي، وكان سبب القتل أن الملك غازي سعى لإقصاء نوري السعيد ورجاله وسعى أيضا للتقرب من ألمانيا والإبتعاد عن بريطانيا.
5- في عام 1941 م هرب نوري السعيد من العراق بعد مواجهة مسلحة بين أنصاره وأنصار رشيد عالي الكيلاني، مما أدى ببريطانيا للتدخل لمناصرة أنصار نوري السعيد، فشنت حربا لإسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني وإعادة نوري السعيد، وكان هذا أحد أهم أسباب إتهامه بالعمالة لبريطانيا.
6- كان أحد المتآمرين على فلسطين التي ضاعت عام 1948م ، ولكن للإنصاف كان له محاولة واحدة لإنقاذ فلسطين وهي عندما كان على وشك تحقيق مشروع (سوريا الكبرى) وهذا المشروع كان يضم فلسطين في دولة عربية كبيرة ولكن اليهود وفرنسا أفشلوا هذا المشروع.
7- كانت سياسة نوري السعيد ليس السير خلف المبادئ والأمور الصحيحة بل كانت سياسته هي السير خلف المصلحة، وكان يبدو في مظهره جاداً وحازماً وقاسياً، وحاد الطبع، وعصبي المزاج، وسريع الغضب، حتى قيل عنه أنه كثيراً ما كان يشترك في المشاجرات، لكنه إذا ما أراد الوصول إلى غاية، فإنه لا يثور ولا يتأثر، بل يتحمل النقد اللاذع من خصومه، ويعرف كيف يستغل الظروف والمتغيرات ليكرّسها لخدمة أهدافه.
8- في 1958/07/14م قامت ثورة في العراق أدت لسقوط ومقتل العائلة الحاكمة، وأصبح نوري السعيد أول المطلوبين، وأعلن نائب قائد الحركة عبد السلام عارف مكافأة مالية للقبض على نوري السعيد، وبعد يوم قام عبد الكريم قاسم زعيم الحركة ورئيس وزرائها بتكرار إعلان المكافئة، وتوالت إعلانات هرب نوري السعيد بشكل هستيري، وبقي نوري السعيد هاربا إلى أن تم العثور عليه عند البتاويين، وهناك كانت نهايته في 1958/07/15م، ويوجد روايتين فرواية تقول بأنه قُتل بإطلاق النار عليه ورواية تقول بأنه إنتحر قبل القبض عليه، ونقلت جثته إلى وزارة الدفاع ليشاهدها قادة الحركة، وسحلت جثته في الشوارع ثم دُفنت في مقبرة الكرخ.
******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
******************