ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﺰﻋﺠﻮﻥ ﺑﻄﺒﻌﻬﻢ ﻭﺃﺷﺮﺍﺭ .. ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺨﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺳﺔ ﻛﺄﻱ ﺳﻔﺎﺡ . ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺒﺎﻉ ﻭﻗﺤﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﺇﻻ ﻟﺪﻯ ﻗﺮﺍﺻﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﺎﺕ ﺑﻴﺮﻭ ﺃﻭ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺅﻣﻦ ﺑﻪ ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﻠﻨﻪ .. ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﻥ ﺳﻔﺎﺣﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻃﻔﺢ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ..
ﺃﺫﻛﺮ ﺑﺠﻼﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻞ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻓﻤﺰﻕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺟﺪًﺍ، ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺸﺮﻳﻂ ﻛﺎﺳﻴﺖ ﻛﻨﺖ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻓﻤﺪ ﺃﻧﺎﻣﻠﻪ ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ، ﺛﻢ ﺍﻧﺒﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﻫﺪﺗﻪ ﻟﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺃﻫﺪﺗﻪ ﻟﻲ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣًﺎ .. ﻓﻬﺸﻤﻪ ﻟﻴﻨﻌﻢ ﺑﻠﺬﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﺪﺭﺏ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ..
ﺍﺑﺘﺎﻉ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ . ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﻒ ﺗﺘﺄﻟﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺀ . ﻻ . ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺘﺎﺓ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺃﺑﺪًﺍ . ﺟﺎﺀ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻟﻘﻄﺔ ﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ . ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﻳﻤﺰﺣﺎﻥ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﺎﻥ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺩﻭﻯ ﺻﻮﺕ ﺗﻬﺸﻴﻢ ﻋﺎﻝٍ . ﻫﺮﻋﺎ ﻓﻲ ﺫﻋﺮ ﻳﺘﺒﻴﻨﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻀﺠﺔ ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻗﺎﻟﺐ ﻃﻮﺏ ﻋﻤﻼﻗًﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻳﻬﻮﻱ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ .. ﻳﻬﻮﻱ ﻟﻴﻬﺸﻢ ﻛﻞ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﻋﻮﺟﺎﺝ ﺟﺰﺀ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺋﻤﻬﺎ ..
- « ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻷﺩﺏ «!
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻭﻭﺟﻪ ﻟﻪ ﺻﻔﻌﺔ، ﻓﻬﺮﻉ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﻨﻮﻕ :
- « ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﻫﺬﺍ . ﺇﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻃﻔﻞ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﻌﻬﺎ «!..
ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﻕ : ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺸﻢ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺑﺮﺃﺳﻪ ..! ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻲ . ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﺬﻟﻚ .. ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﻨﻊ ﺃﺑﺪًﺍ ..
ﻟﻄﻔﺎﺀ ﻓﻌﻼً ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ..
ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺟﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ، ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩًﺍ ﻏﺪًﺍ .. ﺃﻧﺎ ﻗﻠﻖ ﻭﻣﺠﻨﻮﻥ .. ﺳﻮﻑ ﻳﺨﺮﺏ ﺑﻴﺘﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺫﻟﻚ .. ﺗﺮﺩ ﺯﻭﺟﺔ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .. ﻋﻼﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻌﻼً ﻭﺳﻮﻑ ﺃﻧﺎﺩﻳﻪ .. ﻟﻜﻦ ... ﺭﺍﻣﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻚ ﺃﻭﻻً ...
ﻭﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻃﻔﻞ .. ﺭﺍﻣﻲ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ - ﺭﺍﻣﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺻﺪﻳﻘﻲ - ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ . ﻳﺘﺴﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻟﻤﺪﺓ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ .. ﺑﻴﻦ ﺗﺄﺗﺄﺓ ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻭﺷﻬﻴﻖ ﻭﺯﻓﻴﺮ .. ﺛﻢ :
- « ﺇﻣﺒﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻄﺔ . ﻭﺍﻟﻌﺎﻭﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻴﺎﻛﻠﻮﺍ ﺗﻴﺘﺔ ... ﻫﻲ ﻫﻲ »
ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺼﺎً ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪًﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .. ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻭ ﻭﺗﻴﺘﺔ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻷﺭﺯ ﻭﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻧﺔ ﻭﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺒﺎﺯﻻﺀ ﻭ ....
ﻫﻞ ﺃﺿﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ؟
- « ﻫﺎﺕ ﺑﺎﺑﺎ ﻳﺎ ﺭﺍﻣﻲ »
- « ﺑﺎﺑﺎ ﺿﺮﺏ ﺭﺍﻣﻲ .. ﺑﺎﺑﺎ ﺿﺮﺏ ﺭﺍﻣﻲ »
ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺃﺻﻮﺍﺗًﺎ ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﻫﺎﺕ ﺑﺎﺑﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ .. ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺎﺟﻞ ﺃﺭﺟﻮﻙ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻳﻀﺤﻚ .. ﻣﺮﺣﺒًﺎ .. ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﻣﻲ ﻗﺪ ﺿﺎﻳﻘﻚ .. ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺟﺪًﺍ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺗﺼﻠﺖ ؟
ﺃﻋﺘﺼﺮ ﺫﻫﻨﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺗﺬﻛﺮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻓﻼ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ .. ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻣﻬﻢ ﺟﺪًﺍ ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻴﺘﻪ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻟﺮﺍﻣﻲ ﻟـ « ﺃﻧﺎﻏﺸﻪ » ﻗﻠﻴﻼً ..
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺣﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻏﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻬﻢ ؟
ﺩ . ﺃﺣﻤﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﺗﻮﻓﻴﻖ
ﻧﺎﺩ ﺑﺎﺑﺎ
9 ﻣﺎﺭﺱ 2012