عند خروجهما من المسجد في صلاة الفجر .. القى على جاره السلام .. فلم يرد عليه .. .. فاستغرب رغم قوة العلاقة بينهما .. لكنه استدرك أن جاره مهموم ومشغول البال . يهيم على وجهه .. وسرحان لا يحادث احدا .. ... فاقترب منه وسأله : ما الأمر ؟!
فقال : إن صاحب العمارة طلب مني أن أغادر الشقة .. لعدم دفعي للإيجار .. وأنا والله لا أملك المال ... فقال له جاره : سأسعى لتدبر الأمر ... إن شاء الله ..
يقول هذا الجار : قبل صلاة العصر بخمس دقائق .. جاءني هاجس بأن أذهب للصلاة في مسجد (عكاشة بن محصن ) وهو يقع في حارة ليست ببعيدة عنا .. (ولا ادري لماذا جاءني هذا الهاجس) ... وبعد ان انتهينا من صلاتنا .. وهممنا بالخروج .. وإذا بصديق لي لم أره متذ مدة طويلة ... فسلمت عليه .. فأخبرني بأنه يسكن في مكان بعيد ... ولكنه كان مدعوا على طعام الغداء عند قريب له يسكن في المنطقة .. فقرر أن يصلي في هذالمسجد ... .. وخلال الحوار بينهما .. وإذا بذاك الصديق العابر يسال صاحبنا (ودون أي مناسبة) : هل تعرف أسرة فقيرة لا تجد مأوى لها ؟! .... فقال صاحبنا : ولماذا تسأل ؟! .. فقال : أنا مسؤول عن وقف صغير .. نذره صاحبه لله تعالى . و فيه 20 شقة .. وبالأمس خرج أحد الساكنين بسبب تحسن ظروفه المادية .. فقرر أن يتيح المكان لمن هو أحوج منه .... فصرخ صديقنا : عندي عندي عندي ... أعطني رقم هاتفك وإياك ثم إياك أن تتصرف به ... فقال الصديق : لا عليك .. اعتبره تحت تصرفك .. .. وعموما .. من ستأتي به لن يدفع مليما واحدا .. لأنه وقف لله .. وإلى الأبد ....
يقول صديقنا : خلال عودتي لحارتنا متجها لأبشر جاري .. بدأت افكر في سير الاحداث العجيبة .. .. .بداية من لقائي معه صلاة الفجر ... .. ثم اكتشافي لحالته صدفة .. .. وكيف أنني توجهت لآداء صلاة العصر ..في مسجد لم أصل فيه في حياتي .. وفي حارة لم ازرها منذ سنين .. لألتقي (و بالصدفة) .. بصديق لم أره منذ 10 سنوات .. بل حتى لا أملك رقم هاتفه ... .. ليخبرني أن لديه شقة متاحة لأسرة فقيرة .......... . إذا لابد وأن صاحبنا له كرامة عند ربه اوخبيئة كبيرة .. أو أنه عمل عملا عظيما فرج الله به كربته ..
وعندما وصل صاحبنا لحارته .. انطلق نحو بيت جاره الفقير .. فبشره .. .. وإذا به يبكي من شدة الفرح .. بل جلس على الأرض ولم يقدر على الوقوف ... .. فقال صاحبنا : ما الذي فعلته منذ ان انتهيت من صلاة الفجر حتى الآن ؟! ... فقال الجار الفقير : والله لم أفعل شيئا .. ولكن عند عودتي من صلاة الفجر .. رأتني زوجتي مهموما ... فاقترحت علي أن نعكف سوية على الصلاة على النبي الكريم .. و دون توقف ... حتى غياب الشمس .. .. على نية التفريج علينا .. وها انت الآن تأتيني بالخبر السعيد ... و صدقني لم نفغل شيئا غير الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم .....
القصة حقيقية . وقد وقفت عليها بنفسي وأعرف اطرافها معرفة جيدة ...
وتالله ياقوم .. .. ما ذل .. ولا زل .. ولا قل ... من على محمد صلى ....... .
قصه حقيقيه رواها
د.حلمى الفقي
تابع الصفحه ليصلك المزيد