عزيزي الصديق، لقد تجاوزنا الأيام الوردية واختبأنا في أحضان الزمن الخريفي. ذاقت قلوبنا مرارة الوحدة واستراحت عقولنا على أغصان الذكريات البائتة. أنا وأنت وأبناؤنا جميعاً أصبحنا نزداد سوداوية مع كل قافية من الزمان. ولكن هل تعلم، أيها الولد، أن الحكايات لا تزال تنتظر منا أن نرويها؟
قد يكون الشباب الذي مضى قد حان وقته للرحيل، لكن القلوب لا تشيخ حينما يكون هناك هدف يلهمها. دعنا نعيد اكتشاف شغفنا بالحياة ونرفع أجنحة الأحلام من جديد، فما زلنا نملك القدرة على بناء حاضر أفضل ومستقبل مشرق. اكتب على أوراق الزمن قصتنا ولا تخف أن تجعلها قصة طويلة، فقد تحتاج إليها في لحظات الوحدة.
واصمت يا صديقي، فالكلمات الصادقة لا تحتاج إلى إثباتات. قد يسخر العالم منا ويضحك على تطلعاتنا، لكن دعهم يضحكون، فليس أنتَ وحدك من عاش هذه الرحلة المضطربة. ابحث عن الحقيقة في صمتك، فربما تكون الإجابات الحقيقية ترتسم على وجوه الأشياء البسيطة والعادية.
أنا أدرك أن الحنين للماضي قد ألقى بظله على الحاضر، لكن الحاضر هو المفتاح لبوابة المستقبل. دعنا نحمل الأمل بين يدينا وننظر إلى الأفق بعيون مشرقة. فقد تكون أمامنا مفاجآت لا تعد ولا تحصى، وربما نعثر على مفاتيح طرق جديدة لتحقيق السعادة والانسجام.
في النهاية، لا تنسَ أن الحياة هي مسرحية تأليفية، وكل واحد منا هو كاتب قصته الخاصة. دعنا نتجاوز تلك الصخبة العاصفة ونخلق قصة تستحق أن تُسطَر في سجل الزمان. قد تكون العقول متعبة، لكن قوة الروح تمنحنا قدرة لا تعد ولا تحصى على الصمود في وجه الصعاب.
فلنضرب صفحات الزمن بأقلام الأمل، ولنجعل قلوبنا تنبض بشغف الحياة مجدداً. فقد شاخت القلوب، ولكنها لم تمت، وما زال بإمكاننا أن نعيد إحيائها ونملأها بالحب والمعاني الجميلة.
بقلم
️
️
طارق بونيت