ﻓﻮﺟﺊ ﺭﺍﻋﻲ ﺃﻏﻨﺎﻡ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﻒ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﻄﻴﻌﻪ ، ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ، ﻫﻞ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﺎ ؟
ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺃﺟﺎﺏ : ﻧﻌﻢ .
ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮﺍً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻭﺃﻭﺻﻠﻪ ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ، ﻭﻓﺘﺢ ﻣﻮﻗﻌﺎ ، ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ( ﺟﻲ . ﺑﻲ . ﺇﺱ ) ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎ ،
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻟﺪﻳﻚ 641 ﺭﺃﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎً .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺠﺒﻚ .
ﻓﻨﺰﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺣﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﺛﻢ ﺣﺸﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ .
ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ :
ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﻮﻉ ﻋﻤﻠﻚ ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻟﻲّ ﺧﺮﻭﻓﻲ ؟ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺎﺏ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ :
ﺃﻧﺖ رجل سياسة ، ﻓﺪﻫﺶ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ! ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﺘﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻼﻙ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻓﺘﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻭﻟﻰ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﺣﺪ ﺫﻟﻚ !
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻱ ﺷﻲﺀ . ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻨﻪ !
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺐ . ﻓﻠﻘﺪ ﺳﻌﻴﺖ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺑﺴﻴﻂ ﻏﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﺳﻠﻔﺎً ! ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﻌﻈﻢ السياسيين .
ﻭﺭﺍﺑﻌﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻫﻢ : ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﺬﺍ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻛﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻚ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺧﺮﻭﻓﺎً !
مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري