● هناك مثلا شائع عادة ما يستخدم عند التعبير عن المشاعر الكاذبة أو الحزن المتكلف دون صدق عاطفي هذا المثل يقول :
هذه دموع التماسيح .. !
ترجع أصل نشأة هذا المصطلح إلى منتصف القرن السادس عشر، أصل القصة أنه في منتصف القرن السادس عشر كان أسقف (رجل دين مسيحي) مدينة كانتربيري يُدعى إدموند غريندال ..
سُمع ذات مرة يردد الكلام التالي :
“لقد دَبَّ الخوف في، يتكلف التذلل والخضوع ودموعه تسيل ولكنها دموع التماسيح” ..
ويبدو أنه كان هناك معتقد سائد فى العصور الأولى بأن التماسيح لكي تغري فرائسها تبدأ بالبكاء لتجذب هذه الفرائس إليها ، وهنا تنجذب الفرائس إلى التماسيح المتباكية لتلقى حتفها وتلتهمها التماسيح التي أظهرت الدموع التي أغرت هذه الفرائس بالاقتراب ..
ويبدو بأن سمعة التماسيح المتابكية ترجع إلى أكثر من 144 عام حيث ذُكر فى قاموس أوكسفورد عن روائي يقول :
”في هذا البلد هناك الكثير من التماسيح، تجذب إليها البشر وتنحرهم لتفترسهم وهي متباكية” .. ! ولكن هل حقا تستطيع التماسيح البكاء ..؟
يجيب الباحثين في علم الحيوان عن هذا السؤال بنعم ..
● حيث أنَّ التماسيح تمتلك غدداً دمعية مثل باقي الحيوانات والتي تمكنها من إفراز هذه الدموع، وقد تمكن بعض العلماء في علم الحيوان من ملاحظة وجود الدموع لدى التماسيح الأمريكية –وهي قريبة الشبه بالتماسيح النيلية- أثناء تناولها الطعام، ويظن العلماء بأن هذه الدموع ليست لها أي علاقة بالمشاعر بل هي وثيقة الصلة بطريقة تناول التماسيح النيلية والتماسيح الأمريكية للطعام حيث أنَّ التماسيح أثناء تناول الطعام تصدر صوت هسهسة عن طريق نفخ الهواء وفي تلك الأثناء يتم إفراغ الغدد الدمعية من إفرازاتها نتيجة للضغط بقوه على فرائسها مما يعطي صورة التماسيح المتباكية ..
مصطلح دموع التماسيح قد أشار إليه كل من إدموند غريندال و شكسبير حيث يعتبر هذان الشخصان الوحيدان الذان لمحا إلى استخدام هذا المصطلح في التعبير عن المشاعر الكاذبة المصطنعة ..
والمعنى الحرفي لكلمة تماسيح مقتبس من اللغة اليونانية ويعني “دفء الحصى” والسبب في هذه التسمية يعود إلى عادة التماسيح في الخروج للتشمس على شاطئ النهر للاستمتاع بدفء الشمس الساطعة على ضفاف النهر ..
منقول بتصرف ..