فسحة رياضية سقوط يسيل الحبر
عـيسى عبـاس
صحيفة الوطن - العدد 1808 الأثنين 22 نوفمبر 2010
لم يكن خروج المنتخب الوطني لكرة اليد من المنافسة على إحدى الميداليات الثلاث بدورة الألعاب الآسيوية بمدينة غوانزهو الصينية متوقعاً بالنسبة لأكثر المتشائمين في الشارع الرياضي، إلا أن الواقع الصعب الذي عاشه اللاعبون قبل التوجه إلى المنافسة الآسيوية أجبرني على توقع الخروج المبكر لما للمجموعة التي وقع بها الأحمر من خصوصية كبيرة في المنافسة، مع الأوضاع الأخيرة التي صاحبت إعداد المنتخب للبطولة أولاً ومن ثم بطولة كأس العالم القادمة بالسويد ثانياً.
أحمر اليد لم يفشل فقط في الحصول على ميدالية ملونة، بل ضاعف ذلك في فشل في إقناع المتابعين بمستواه الحقيقي الذي ظهر به في تصفيات بيروت وخطف به بطاقة العبور إلى المونديال العالمي للمرة الأولى في التاريخ.
السقوط الأحمر في الصين أسال كثيراً من الحبر على الصحف المحلية، وسيستمر في رصد الانطباعات والآثار الجانبية لهذا السقوط، إلا أن الواقع الحقيقي يفرض علينا التحكم في العواطف والمضي قدماً نحو المجد المقبل في المشاركة العالمية الأولى بضرورة التخطيط السليم لهذه المرحلة، وإعادة الحسابات مجدداً حول أداء اللاعبين أولاً وإمكانات المدرب الدنماركي أورليك الذي أعاده الاتحاد في هذا الوقت بالذات بعد فشل المدرب المونتنيجري بيرو ميسلوفيش في تجربته مع الأحمر.
الحقيقة هي أن عدم وجود استراتيجية واضحة من قبل أورليك وغياب أغلب اللاعبين خصوصاً النجوم منهم عن مستواهم في البطولة أثر على مردود الأحمر في الاستحقاق الآسيوي، فإضاعة الفرص السانحة وعدم الاستقرار على تشكيلة في المباريات بإجراء التغييرات المستمرة وعدم الإبقاء على بعض العناصر لتكوين الركيزة الأساسية للبناء الأحمر في المنتخب، كلها أسباب وراء الخروج المؤلم.
القضية التي أسهب الكثيرون في التحدث عنها هي مسألة التحكيم في مباراة الأحمر مع إيران والعودة إلى نظيرات المؤامرة التي ابتعدنا عنها قليلاً في السابق، إلا أنني أرى بأن هذا الأمر ليس السبب الحقيقي، فإن حدثت أخطاء تحكيمية فلا يعني بأنها مقصودة أو متعمدة لأن الحكام بشر، وأنا بطبيعتي أبتعد دائماً عن الكتابة على الأداء التحكيمي كوني لا أمتلك شهادات تحكيمية أو خبرات تؤهلني للخوض في هذا المجال، وعلى العكس من هذا فإن أداء المنتخب في البطولة لم يكن مقنعاً خصوصاً في النصف الأول من الشوط الأول الذي كان السبب وراء الخسارة في نظري لما تحققه المنتخبات المنافسة من فارق أهداف مريح في هذه الفترة يخول لها البقاء في المقدمة لفترة طويلة، حتى مع المحاولات في العودة من جانب الجهاز الفني واللاعبين.
كل ما أتمناه هو أن تدرس إدارة الاتحاد الأخطاء التي وقع بها المنتخب في الدورة الآسيوية ويعملون على تصحيحها في المرحلة المقبلة، إضافة إلى إبعاد اللاعبين عن الضغوطات الكبيرة التي وقعوا ضحيتها بعد التأهل لكأس العالم، وفي الجانب الإعلامي الذي يعد أحد العناصر الرئيسة في الرياضة البحرينية بصورة عامة هو الابتعاد عن النظر إلى المؤامرة التحكيمية، والتركيز على إنجاح العمل وإيضاح الأسباب الحقيقية بعيداً عن العواطف الجياشة التي يمتلكها الجميع