في السنن (5)
لجهة خصائص السنن التاريخية، يتكلم السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه عن ثلاث حقائق يراها:
الإضطراد؛ ربانية السنن التاريخية؛ واختيار الإنسان وإرادته(١).
من خلال الإضطراد، خلافاً للحدث العرضي العشوائي، تجري السنة التاريخية كقانون علمي لا يتخلف عن الوقوع:
"سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا" (الأحزاب 62).
"سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا" (الإسراء 77).
كون السنن ربانية، يعني أن المجريات الموضوعية للأمور- أي حدوثها بتوفر أسبابها- ليس بمعزلٍ واستقلال عن إرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى.
الخاصية الثالثة، أن هذه السنن لا تعني بأية حال سلبَ اختيار الإنسان وتعطيل إرادته.
ما ذكرناه شواهدَ ملخصةً منتقاةً، بتصرفٍ كبيرٍ أيضاً، لما ذكره السيد الشهيد. ويمكن للقارئ الكريم أن يرجع للمصدر ليطلع على كامل مقالته، رضوان الله عليه.
ما هي علاقة الخصائص الثلاث، للسنن التاريخية، بمسألة الجبر والتفويض؟
هل تُهيئُ الخاصيةُ الأولى بيئةً خصبةً، لنظرية القائلين بالجبر؟
هل تقطع الخاصيةُ الثانيةُ الطريقَ أمام القائلين بالتفويض(المعتزلة)؟
كيف هي مفاعيل نظرية مدرسة أهل البيت عليهم السلام بهذا الخصوص؟
وهل تعمل واحدةٌ من الخصائص بمعزلٍ عن الخصائص الأخرى؟
يتبع، بمشيئته وعونه تعالى.
-----------------------
(١)من سنن التاريخ في القران الكريم، السيد الشهيد محمد باقر الصدر(رض)، تاريخ النشر 27/3/2018م، موقع بينات العربي arabic. bayynat. orgl