و كأن عمنا محمود السعدني كان يقرأ المستقبل من كتاب رحلات ابن عطوطة
لو كانت لدى ابناء قحطان و عدنان خطة ، لو كان لديهم برنامج، لو لدى الاثرياء منهم بعد نظر و عاطفة قومية حقيقية، فإن جنوب السودان يمكن ان يتحول الى جنة العالم خلال عشر سنوات. انه يمكن ان يصبح حديقة العرب جميعا، و حقل العرب عموما، وعماد مصانع العرب في كل مكان. وهناك اعظم اخشاب العالم، والذ فواكه في الارض و اغنى مراعي الدنيا، واغلى جلود عرفها البشر. وهناك الاناناس في حجم كرة القدم، ولكنه يترك على الارض حتى يتحول الى هباء. وهناك الصمغ يهمل حتى يجف على الشجر. و هناك حيوانات من كل صنف و على كل لون، عظامها تصلح اسلحة، وجلودها تصلح احذية .. و لكن يبدو ان السادة العرب في واد اخر عن اراضيهم و عن خيرهم. و لماذا المشقة و كل شئ حاضر في مخازن "هارودز" و كل شئ معروض في شارع "اكسفورد" و اخشى ان نبكي على الجنوب يوما ما لو ضاع من ايدينا، كما نبكي اليوم على الانداس. فالجنوب ليس اقل اهمية من الاندلس. ان لم يكن اخطر ، فهو بوابة إفريقيا