رفعت فيتنام درجة علاقتها مع الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى على الإطلاق، لمطابقة علاقاتها مع الصين، مع تقريب الدولة الشيوعية والعدو السابق إلى فلك واشنطن في مواجهة تأثير بكين المتزايد في المنطقة.
وقعت الولايات المتحدة «شراكة استراتيجية شاملة» مع فيتنام، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، بعد وصول الرئيس جو بايدن إلى هانوي قادماً من نيودلهي، حيث حضر قمة مجموعة العشرين.
إن التسمية الرمزية والمهمة للشراكة، والتي تأتي بعد سنوات من الضغط من قبل واشنطن، ترفع الولايات المتحدة بمستويين إلى المركز الأول في التسلسل الهرمي للعلاقات الثنائية في فيتنام، لتبدأ فصلاً تاريخياً جديداً في العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس الفيتنامي، نغوين فو ترونغ «إن شراكته مع الولايات المتحدة نمت بصورة كبيرة»، بينما قال بايدن «إن فيتنام قوة حاسمة في العالم ورائدة في هذه المنطقة الحيوية».
وأوضح جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي أعلن عن الشراكة الاستراتيجية بينما كان بايدن في طريقه إلى هانوي، إن الخطوة «أكثر من مجرد عبارات»، مضيفاً أنها تمثل عمق التعاون والتوافق بين البلدين.
ووصل بايدن إلى فيتنام بعد قمة مجموعة العشرين، حيث اضطرت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون، إلى تقديم تنازلات بشأن إدانتهم لروسيا في البيان المشترك للكتلة، كجزء من جهود واشنطن المتزايدة لإيجاد أرضية مشتركة أكثر مع الدول النامية.
مواجهة طموح الصين
ومنحت الولايات المتحدة الأولوية للتواصل مع ما يسمى ب«الجنوب العالمي»، للمساعدة في تشكيل إجماع عالمي ضد الحرب في أوكرانيا، وكجزء من التنافس الدولي المتزايد مع بكين، الشريك الأجنبي الأكثر أهمية لموسكو.
وعلى نحو مماثل، تنظر الولايات المتحدة إلى البلدان النامية في آسيا باعتبارها بلداناً حاسمة في مواجهة طموحات الصين المتنامية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتعتبر فيتنام دولة على خط المواجهة مع طموحات الصين المتزايدة في بحر الصين الجنوبي، حيث قدمت بكين مطالبات دولية للحصول على السيادة الكاملة على بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي أثار قلق العديد من جيرانها.
وتشكل شبكة الشراكات الأمريكية المتزايدة الترابط في المنطقة مجرد جانب واحد من الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية في التعامل مع الصين. وعلى مسار منفصل، سعت إدارة بايدن أيضاً، إلى علاقات أكثر استقراراً وتحسين الاتصالات مع بكين، خلال العام الماضي، حيث قام عدد من كبار وزراء مجلس الوزراء برحلة إلى العاصمة الصينية في الأشهر القليلة الماضية.