فعلتها اليمن رغم المشككين!
غازي الغـــريري
صحيفة الوطن - العدد 1812 الجمعة 26 نوفمبر 2010
استطاعت اليمن أن تنظم كأس خليجي 20 بكل اقتدار من خلال الافتتاح المميز على الرغم من المشككين من وسائل الإعلام الخارجية التي كانت تكرر أن اليمن لن يستطيع أن يستضيف الكأس، لكن الواقع أثبت عكس ذلك وحتى الوفود الخليجية ذاتها تفاجأت من الحفاوة والترحاب والاستعدادات التي رافقت فعاليات خليجي ,20 وبذلك زالت هالة الخوف التي خلقها الإعلام المضاد الذي صور للشعوب الخليجية أنهم ذاهبون إلى الجحيم وليس إلى اليمن السعيد، ورسم مشهداً لهم وكأنهم سيكونون وسط الألغام وأصوات رصاص الكلاشينكوف وأن الأرض من المطار حتى الملعب الذي ستقام عليه المباراة الافتتاحية ستكون ملغمة، لكن ما شاهده الجميع وقالوه على شاشات الفضائيات كان مغايراً والواقع شاهد على ذلك من خلال نقل الكاميرات للحدث مباشرة.
حقاً كانت اليمن على رغم ما تعانيه من قضايا داخلية، فالقاعدة وتهديداتها من جهة والحراك الجنوبي الذي كان ساكناً من جهة، وكذلك الحوثيون من جهة أخرى، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في نجاح التنظيم الأول لهذا القطر العربي الأصيل من خلال التسهيلات التي منحها للصحافيين والإعلاميين الذين تقاطروا لتغطية كأس الخليج على اعتبار أنهم هم المرآة التي ستنقل للناس العرس الخليجي كما إن الشعوب الخليجية ستكون على قرب من التاريخ اليمني وهو مهدهم بلا شك، كما إن هذه الشعوب ستتعرف عن كثبت ما اهتمت به اليمن من سياحة جميلة قد تكون غائبة عن كثير من المستثمرين الذين قد يفكروا جدياً باعتقادي من الآن بالاستثمار في اليمن خصوصاً مدينة عدن التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لليمن، إلى جانب محافظة إب التي يطلق عليها اليمنيون ''اللواء الأخضر'' لأن الأمطار لا تغيب عنها طوال العام، كما إن الله قد حباها بجمال طبيعي إلا أنها تحتاج إلى جانب هذا الجمال الاهتمام من قبل الحكومة اليمنية لتكون مدينة سياحية بكل المقاييس وأن تكون على درجة تضاهي حتى المنتجعات العالمية.
حقيقة يجب عدم نكرانها أن نجاح دورة الخليج في عدن ما كان سيكتب لها النجاح إلا بتضافر وتعاون دول الخليج وقاداتها ورؤساء الاتحادات الخليجية وكل من له شأن من قريب أو من بعيد في هذه الدورة، وكان للدعم الخليجي لليمن الأثر الكبير في عقد كأس الخليج على أرضها رغم التشكيك الكبير من قبل الإعلام المعادي لأي منجزات تحققها اليمن، لكن اليمنيين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية واستطاعوا أن يبحروا بالكرة الخليجية إلى بر الأمان الذي لم يأتِ من فراغ بل جاء من خلال الاحتياطات الأمنية وتأمين منافذ مدينة عدن وإحكام السيطرة عليها حتى لا يفكر أي من كان من تسول له نفسه العبث أو تعكير صفو العرس الخليجي الأول على أرض سبأ وحمير ومعين، أرض الحضارات.. أرض العرب العاربة.
كل ما نتمناه حقيقة من الفؤاد لليمن وقياداتها وشعبها هو كل التوفيق والنجاح في تنظيم خليجي 20 ومحاولة تلافي أي قصور قد يؤثر على راحة أبناء الخليج الذين يكنون كل الحب لأهل اليمن والذين سيكتشفون خلال زيارتهم اليمن العذراء على حقيقتها من خلال بساطة أهلها وطبيعتهم العفوية وابتسامتهم التي يستقبلون بها ضيوفهم، كيف لا وهم من قال فيهم الرسول الكريم ''الإيمان يمان والحكمة يمانية''، ''وإذا اشتدت بكم المحن فعليكم باليمن''، و''أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة''.
؟ همسة..
أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول، كل التوفيق لليمن قيادة وحكومة وشعباً في إكمال مسيرة خليجي ,20 ونؤكد بأنها على قدر هذه المسؤولية وأنها أكبر من كلمة هنا أو هناك شككت في مقدراتها على استضافة فعاليات خليجي .20