#محطة_غراتس...
في عام 1914م نشبت الحرب العالمية الاولى او كما اطلقوا عليها الحرب العظمى، ونشبت هذه الحرب عندما قامت الامبراطورية النمساوية بغزو مملكة صربيا فاعلنت روسيا الحرب على النمسا وكانت المانيا حليفة للنمسا
اما روسيا فتحالفت معها فرنسا وبريطانيا..
وقد جمع لهذه الحرب أكثر من سبعين مليون فرد عسكري
كان ستين مليون منهم اوربيين...
وكان جاك لوكاس جندي من ضمن الستين مليون جندي الذين شاركوا في الحرب العظمى التي غيرت التاريخ وخارطة اوربا..
كان جاك شاب بسيط من مدينة غراتس النمساوية وكانت لديه خطيبة جميلة تسمى( إيما).
كان يحبها حبا جما وكانت هي مولعة به حتى الجنون اجتمعا قلبيهما منذ الصغر وتمت خطبتهما
إلى ان نشبت الحرب وحان موعد سفر جاك للانضمام بها وفي محطة قطار مدينة غراتس وقفت إيما لكي تودع حبيبها جاك والدموع تنهمر من عيناها وكفها بين كفي جاك الذي وعدها واقسم لها أنه سيعود من اجلها لكي يتم زواجهما ويحققا حلمهما بان يبقيان سويا للابد...
وكذلك وعدت إيما أنها ستنتظر جاك الى اخر عمرها وانها ستأتي كل يوم إلى هنا لتنتظر عودته...
تعالت صفارة القطار وتزاحم الركاب وحان موعد الرحيل
وأفلت جاك كف إيما من يده بصعوبة وصعد إلى القطار وظلت هي تودعه بقلب منفطر وكلا منهما يقسم للأخر بأنه لن يكون إلا له....
وبدأت الحرب التي كان ضحيتها اكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبع ملايين مدني....
وظلت إيما التى كان عمرها حينما بدأت الحرب ثمانية عشر عاماً تتابع أخبار الحرب وتذهب كل يوم الى محطة القطار وتبحث بين الوجوه عن وجه حبيبها
وكانت كل يوم تعود وهي تجر ذيول الخيبة ...
ومرت الاعوام عاماً تلو الاخر إلى ان انتهت الحرب عام 1918م ولم يعد جاك حتى ظن الجميع أنه مات في هذه الحرب ضمن الملايين التي ماتت بها..
ولكن إيما كانت ترفض ان تصدق ذلك وظلت على وعدها وكانت تذهب كل يوم إلى محطة القطار كما وعدت حبيبها وظلت تنتظر عودته تسعة وعشرون عاماً بعد انتهاء الحرب رفضت خلالهم ان تتزوج او ترتبط بغير جاك ظلت على وعدها له ولم تتخلف يوماً عن ذهابها إلى محطة القطار على أمل ان تراه يترجل ذات يوم من احد القطرات وتجتمع به..
ولكن الاعوام مرت عاماً تلو الاخر حتى كبرت إيما وذهب جمالها وشبابها وهي تحيا وحيده في منزل صغير بمفردها وكان لديها ماكينة خياطة كانت مصدر رزقها..
عاشت عمرها وحيدة دون زوج او ابن يكون سند وونس لها لكي تفي بوعدها لحبيبها إلى ان وافتها المنية عام 1947م
عن عمر واحد وخمسين عاماً توفت وحيدة دون ان يشعر بها أحد... كما عاشت وحيدة..
ولم تنتهي قصة إيما بموتها..
فبعد وفاتها كان سكان المدينة يرون شبحها كل يوم وهي تقف في محطة القطار تراقب الركاب وتبحث بين الوجوه عن وجه حبيبها...
ظل سكان مدينة غراتس يرون شبح إيما في محطة قطار مدينة غراتس لمدة عشرة اعوام...
عشر اعوام كاملة كان سكان المدينة يرون شبح إيما ولم تتخلف يوماً كما كانت تفعل وهي حية إلى ان أتى يوماً واختفت وكان ذلك في
1 فبراير عام 1957م
ففي ذلك اليوم كان شبح إيما يقف ويراقب ركاب القطار الذي وقف على محطة المدينة وكان ذلك امر اعتاده سكان المدينة عليه وكذلك كل عمال المحطة
واخيراً حدثت المعجزة التي انتظرتها إيما وعاد جاك رأته يترجل من القطار..
فعرفته من الوهله الاولى بالرغم من شعره الذي اكتسا باللون الابيض والخطوط التي غيرت ملامح وجهه..
نزل جاك وفي يده فتاة عشرينة جميلة وقبل ان يغادر المحطة ا اصتدم جاك ب (البرت أكسل) صديقه وصديق إيما
لم يتعرف البرت على جاك في بداية اللقاء
ولكن حينما بدأ جاك في قص مغامراتهما معاً تأكد .. انه صديقه جاك واخبره ان الجميع كان يظن انه مات في الحرب
فاجابه جاك
لقد نجوت من الحرب وتعرفت على.... والدة ابنتي صوفيا
وتزوجنا وعشت معها اجمل أيام حياتي
استمع البرت الى صديقه وهو ينظر إلى شبح إيما الذي اعتاد رؤيته في المحطة والذي كان واقفا يستمع لجاك في
صمت
وصمت جاك برهه ثم سأل .... كيف حال إيما هل تزوجت وانجبت لابد وانها سارت جدة اليوم..
وقبل ان يجيب البرت على جاك
رأى كل من كان داخل المحطة مشهدا سجله التاريخ حتى سار اسطورة ظل يرويها كل سكان مدينة غراتس إلى يومنا هذا
لقد رأى الجميع جسد جاك معلق في الهواء للحظات ثم تم القاءه تحت عجلات القطار الذي ترجل منه منذ قليل والذي كان قد تحرك ليغادر المحطة...
فسحق جسده تحت عجلات القطار حتى انهم لم يستطيعوا جمع اشلاءه
لقد قام شبح إيما باللقاء حبيبها الذي ظلت تنتظره طوال حياتها وحيدة بينما كان هو يحيا مع امرأة اخرى ونسى وعده لها...
ولم يهتم حتى بان يتحدث اليها او ان يرسل لها خطاب واحد يخبرها انه نكس بوعده...
وبعد ذلك اليوم لم يرى أحد شبح إيما مرة اخرى...
ليست قصة حقيقة..
انها قصة من وحي صورة
بقلمي. قصص وروايات الملاك الصغير.
رابط صفحة كاتبة القصة..
https://www.facebook.com/profile.php?id=100075766641576