هناك دكتور جامعي افتقد تلميذه العبقري في مرحلة الدكتوراه وظن أنه مريض لأنه تغيب عن الدرس مدة طويلة فذهب إلى بيته ليطمئن عليه وأنه ليس غير المرض منعه عن الحضور لدروس الجامعة وعندما وصل إلى بيت تلميذه وجد أن البيت كله عبارة عن غرفة واحدة متصدعة وان الطالب فقير جدا لدرجة لم يكن يتصورها،وبعد أن قدم الطالب كوب الشاي لأستاذه ،قال له الأستاذ لماذا لم تحضر إلى الجامعة ؟ فقال له الطالب العلم لا يشتري باقة فجل ،وقبل أن يسأله عن سبب قوله لهذه الجملة سارعه تلميذه بالقول ،يا أستاذ لقد شعرت بالجوع منذ أسبوع ولم يكن معي إلا فلس ونصف اشتريت رغيفا بفلس وتوجهت إلى بائع الخضار أريد أن اشتري فجلا بنصف الفلس المتبقي فقال لي إن باقة الفجل بفلس فقلت له بإمكاني أن أروي لك قصة بالأدب أو أن أحل لك مسألة نحوية مقابل أن تبيعني باقة الفجل بنصف فلس فقال لي ساخرا علمك لا يشتري باقة فجل ،فعلمت أنه على حق وقررت أن أترك الدراسة واحصل على عمل يمكني من شراء الخبز والفجل ،لم يكلمه الأستاذ ولكن أعطاه خاتما ذهبيا وقال له بع لي هذا وتعال صباحا لنتكلم وانصرف وبالفعل في اليوم التالي جاءالتلميذ ومعه ثمن الخاتم فرحب به الأستاذ وقال هذا سعر ممتاز أين بعت الخاتم فقال له التلميذ بعته في سوق الصياغة فقال له الأستاذ لماذا لم تبعه لبائع الفجل ،فقال له التلميذ بائع الفجل لا يعرف قيمة الذهب ،فقال له الأستاذ وكذلك هو لا يعرف قيمة العلم، المشكلة يا عزيزي ليست في العلم أو أن علمك ليس له قيمة وإنما قد بذلته لمن لا يعرف قيمته
قصه العلم وبائع الفجل تتكرر أحيانا كثيره، أحيانا نقوم بفعل شيء ولا نلقى صدى لفعله ،ليست المشكلة بأن العمل غير صالح بل لأننا نفعله مع من لا يقدره، إذا قدمت الحب لشخص لم يقدره ليس يعني أن الحب ليس له قيمة ولكن أنت قدمته للشخص الخطأ ،إذا قدمت معروفا ولم يقدره الناس هذا لا يعني أن المعروف ليس له قيمة ولكن أحيانا بعض الناس لا تقدر المعروف الذي قدم لهم ،اعرف أين تزرع لتضمن الحصاد .