ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺘﻬﻤﺎ ﺣﻤﺎﺭ ﻭﺿﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﻗﻮﻝ : ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻤﺎ ﻛُﺴﺮﺕ ﺳﺎﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎ
ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ
ﻓﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ، ﻭﺗﺎﺑﻌﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻛُﺴﺮﺕ ﻗﺪﻡ
ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺠﺮ ﺭﺟﻠﻪ ﺟﺮًّﺍ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻻﺑﻦ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻭﻣﺘﺎﻉ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺎ ﻳﻜﻤﻼﻥ ﻣﺴﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺪﻏﺖ ﺃﻓﻌﻰ ﺍﻻﺑﻦ، ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ
ﻳﺘﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ
ﻭﻫﻨﺎ ﻏﻀﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﻷﺑﻴﻪ : ﺃﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ؟؟
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻔﻲ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻛﻤﻼ ﺳﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﺯﻳﻠﺖ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺃﺑﺎﺩﻫﺎ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳُﺼﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﻟﻜﻨﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻷﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ، ﻭﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ..
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺆﺧﺮ ﻋﻨﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ
“ ﻭﻗﻞ ﻟﻦ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ ﺍﻻ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ “
فالنصيحه هنا.
هيا الصبر وعدم الاستعجال فلا تعلم ماقد خبأه الله لك من الخير مالا تعلمه