#مقال_منقول بقلمـ الدكتور / إياد قنيبى .
.
أيها الأبوان، لماذا أصبح أبناؤكما مصدر حزنٍ لكما؟
أنت أيها الأب...بدأْتَ حياتك مع زوجتك، أنجبتما الأبناء..مرت الأيام
انشغلت بالعمل..لم تعد تعطي بيتك حقه..المبرر أمام زوجتك: "أنا أعمل لأجلكم، لتحصيل قوتكم، تكاليف الحياة عالية، أيامنا صعبة".
وقد تكون مهتما بــ"الدعوة" والتأثير في المجتمع، لكنك لم تنجح في إشراك أسرتك في دعوتك وإشغالهم بها، بل تنشغل عنهم بها..وإذا احتجَّتْ زوجتك فمبرراتك: "جراح الأمة...أهمية الدعوة...تحمل المسؤولية"..
صحيح، لكن حقيقة الأمر أنك في الحالين: العمل والدعوة، أصبحت أيضاً تبحث عن "تحقيق ذاتك" و"رسم قصة نجاحك" من خلال العمل/الدعوة/العلاقات الاجتماعية..لا من خلال بيتك وأولادك ! وتمضي أوقاتا في بيئة العمل أو مع المعارف أو على مواقع التواصل أكثر من الحد الأدنى اللازم..
تبحث عما تهواه نفسك وتستمتع به أكثر من أداء واجبك الأسري ! وتقنع نفسك ومَن حولك أنك مضطر..وتفترض في ذلك كله أن تقوم زوجتك بواجباتها الأُسَرية في تربية الأبناء.
وتتغافل عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لن تكون يوما أكثر انشغالا منه، ولا حرصا على الدعوة منه، ومع ذلك أقرَّ قاعدةَ: (إن لربِّكَ عليك حقًّا، ولنفسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذِي حقٍّ حقَّه) (البخاري)...فأعط كل ذي حق حقه !
الذي يحصل مع مرور الأيام، أن عدوى إهمال الأولاد ستسري إلى زوجتك... سيخرج أبناؤك من بؤرة تركيز أمهم... وتبحث هي الأخرى عن "تحقيق ذاتها"، و"رسم قصة نجاحها" بعيدا عن أولادها...تبحث في مواقع التواصل/العلاقات الاجتماعية...إلخ.
الأبناء الضائعون بين أبوين لا يجدان "متعة" في تربيتهم سيبدأون بعمل المشاكل، وستتوتر علاقتهم بكما أيها الأبوان، بل سيصبحان مصدر توتر العلاقات بينكما، فكل منكما يتهم الآخر أنه السبب، وكل منكما يلقي بحمل التربية الثقيل على الآخر! ويجفوكما أبناؤكما عندما يرون أنكما تتعاملان معهم كحملٍ مزعج، بدل أن تستمتعا بالقرب منهم !
حينها، سيعلن أحدكما أيها الأب و الأم: حالة الطوارئ، ويبدأ يخفف انشغالاته ويكرس وقتا وجهدا أكثر لأبنائه، ويتوقع من الطرف الآخر/زوجاً أو زوجةً، أن يفعل الشيء نفسه...
لكنك ستفاجأ أو تفاجئين بأن الأولاد بعدما خرجوا من بؤرة تركيز الطرف الآخر فإن إرجاعهم إلى هذه البؤرة سيكون صعبا، وربما صعبا جداً !
ومع ذلك، أن تصلح الخطأ متأخراً خيرٌ من ألا تصلحه بالمرة. فلا تنشغل باللوم، ولا بانتظار أن يقوم الطرف الآخر بما عليه. واستعن بالله على بناء بيتك من جديد على أساس (فأعط كل ذي حق حقه) . انتهاء
.
لا تبخل على اصدقائك بدعوتهم معنا في #مقالات_منقولة لتعزيز القراءة وحب الاطلاع .