من روائع التاريخ ، اقرأ معي واستمتع ، كافور الإخشيدي
--------------------------------------------------------------------------
كان كافور الإخشيدي عبدا حبشيا، وكان أسود اللون، ولم يكن سواده وسيماً، بل كان دميماً قبيح الشكل، مثقوب الشفة السفلى، مشوه القدمين، بطيئاً، ثقيل القدم.
دخل مصر عبدا ليباع في سوق النخاسين، وبينما هو كذلك سأل رفيقا له عن أمنيته، وهما في ذات الظرف وذل الرق،
فقال رفيقه: "أتمنى أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت"
أما كافور فقال: "أما أنا فأتمنى أن أملك هذه البلاد"
تخيلوا! عبد في سوق النخاسين يتنافس الناس لشراء حريته وهو يتطلع لحكمهم!
مرت السنوات وبيع كافور لقائد في الجيش فعلمه القائد أصول الجندية حتى صار فارسا مغوارا ثم قائدا عظيما
ثم أصبح ملكا وأحد حكام الدولة الإخشيدية، لينال ما تمنى، بينما صاحبه في مطبخ!
فالإخشيد اشترى كافور ورباه وأحسن تربيته، ثم اعتقه، ثم جعله من كبار قومه لما يمتلكه من حسن التدبير والحزم، بل أن بعض المؤرخين يعيد لكافور الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية
ويكفي أن نعرف أن الفاطميين كلما عزموا على غزو مصر تذكروا كافورا فقالوا: "لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود (يعنون كافورا)"
وأصبح كافور سنة ٩٦٦ م واليا على مصر، حيث حكمها ثم توسع إلى بلاد الشام، ودام حكمه لمدة ٢٣ عاما.
يعز من يشاء ..