*الطير المهاجر*
ﻳﺤﻜﻲ ﻭﺭﺩﻱ ﺍﻧﻪ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 1969 ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺣﻔﻼ ﻓﻰ ﻛﻮﺳﺘﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ وقتها ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﺳﺘﻲ ﺑﺎﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ..
ﻭﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻭﻳﻢ ﻭﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻟﺸﺮﺍﺀ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ..
ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺭﺩﻯ ﻋﻨﺪ ﻛﺸﻚ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺑﺪﺀ ﻳﺘﺼﻔﺢ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ .. ﺍﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﺧﺬ ﺍﻻﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ .. ﺻﻼﺡ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﺭﻳﺤﻴﺔ ﺗﻨﺎﺯﻝ
ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ .. ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ..
ﻭﺑﺪﺀ ﻭﺭﺩﻱ ﻳﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻼﻏﻨﻴﺔ ..
ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮاﺣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻚ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻏﻨﻴﺔ ﻣﻦ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ
ﻭﻛﺎﻥ ﻻﻳﺤﺐ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﺭﺩﻱ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺜﺖ ﺍﻷﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺣﻔﻼ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻴﻪ
ﺍﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻌﺐ ﻣﻨﻚ ﺟﻨﺎﺡ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺯﻳﺪ
. ﺑﺪﺀ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻚ ﻃﺮﺑﺎ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻼﻕ ( ﻳﺎﺯﻭﻝ ﺍﻗﻴﻒ )
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻚ ( ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺰﺍﺯﻳﻚ ﺩﻱ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻗﻴﻒ ) .
ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ..
ﻭﻛﻮﺳﺘﻲ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﻧﻔﺎﻝ .
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﻏﻨﻴﺔ :
ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ
الشاعر : ﺻﻼﺡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺘﻮ
ﺣﻴﺮﺍﻥ ﻳﻜﻔﻜﻒ ﺩﻣﻌﺘﻮ
ﺣﺰﻧﺎﻥ ﻳﻐﺎﻟﺐ ﻟﻮﻋﺘﻮ
ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﺑﺲ ﻟﻲ ﺃﻭﺑﺘﻮ
ﻃﺎﻝ ﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ
ﻓﺎﺽ ﺑﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﻦ
ﻭﺍﻗﻒ ﻳﺮﺩﺩ .. ﻣﻦ ﺯﻣﻦ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﻟﻠﻮﻃﻦ
ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﺗﻄﻴﺮ ﺑﺎﺳﺮﺍﻉ ....... ﻣﺎ ﺗﻀﻴﻊ ﺯﻣﻦ
ﺃﻭﻋﻚ ﺗﻘﻴﻒ
ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺼﺒﺎﺡ
. ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ... ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻌﺐ ﻣﻨﻚ ﺟﻨﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺯﻳﺪ
ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺑﺘﺮﺗﺎﺡ
ﺿﻞ ﺍﻟﺪﻟﻴﺐ ﺃﺭﻳﺢ ﺳﻜﻦ
ﻓﻮﺕ ﺑﻼﺩ ﻭﺳﻴﺐ ﺑﻼﺩ .. ﻭﺇﻥ ﺟﻴﺖ ﺑﻼﺩ
ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ..ﺑﻴﻠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﺯﻱ ﺳﻴﻒ ﻣﺠﻮﻫﺮ
ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻈﺎﻡ
ﺗﻨﺰﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺗﺤﻴﻲ
ﻳﺎﻃﻴﺮ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺳﻼﻡ
ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺳﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ..
ﻧﻴﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﻭﺷﺒﺎﺏ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﻭﻧﺨﻴﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻃﻴﺮ
ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺮﺏ
ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ
ﻣﻦ ﺑﺎبو ﻭﻣﻦ ﺷﺒﺎكو
ﺑﻠﻤﻊ ﺍﻟﻒ ﻧﻮﺭ
ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺑﺘﺸﺘﻐﻞ
ﻣﻨﺪﻳﻞ ﺣﺮﻳﺮ
ﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻌﻴﺪ
ﺗﻘﻴﻒ ﻟﺪﻳﻬﺎ
ﻭﺗﺒﻮﺱ ﺇﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻭﺍﻧﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻓﺎﻱ ﻟﻴﻬﺎ
ﻭﺣﺒﻲ ﺍﻷﻛﻴﺪ