نساء متميزات
في مثل هذا الوقت من كل عام تعلن شبكة «بي. بي. سي» قائمتها التي تضمّ 100 امرأة مؤثرة في جميع أنحاء العالم، حيث يخلص فريق الشبكة إلى القائمة النهائية من النساء المؤثرات، بعد إجراء البحث عن المرشحات اللواتي «تصدرن عناوين الصحف أو أثّرن في القصص المهمة على مدى الأشهر ال12 الماضية، وكذلك اللواتي لديهن قصص ملهمة يروينها، أو حققن شيئاً مهماً أو أثرن في مجتمعاتهن»، حتى لو لم ينلن اهتماماً إعلامياً.
تضمنت قائمة هذا العام، كما في كل عام، عالمات وطبيبات وأديبات ومصوّرات وفنانات وحقوقيات وناشطات في شبكات المجتمع المدني، سواء على مستوى أوطانهن أو على المستوى الدولي، كما ضمّت القائمة وزيرات ومسؤولات يتبوأن مواقع إدارية، وبينهن أيضاً راهبات، ولكن جرى التركيز هذا العام على الزاوية المتصلة بتغيّر المناخ وتأثيره غير المتناسب على النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، إذ اختيرت مجموعة من 28 رائدة في مجال المناخ وغيرهن من القادة في مجال البيئة، وجرى الحرص على أن يمثلن مختلف الأطياف السياسية ومن جميع مجالات المجتمع، وروعي، أيضاً، التمثيل الإقليمي، فالأسماء المختارة تنتمي إلى مناطق مختلفة من العالم.
على سبيل المثال سنقرأ عن الصينية بايانغ، التي قدمتها الشبكة ككاتبة يوميات ومدافعة عن الاستدامة، فهي منذ العام 2018 تدوّن مذكرات بيئية، وتراقب التغيرات في مصادر المياه، وتسجل حالة الطقس والنباتات، فالمرأة التي تعيش في مقاطعة شنغهاي، على هضبة التبت، تشهد على آثار تغيّر المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية والتصحّر.
أما الكورية الجنوبية ديوان لي فتعمل ضمن حملة تحشد معجبي موسيقى البوب الكورية في أنحاء العالم لمواجهة أزمة المناخ، وطلبت الحملة من المؤثرين في كبرى شركات الترفيه وخدمات البث المباشر اتخاذ إجراءات مناخية، والانتقال إلى الطاقة المتجددة.
تجمع بعض النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار بين الدفاع عن حقوق السكان الأصليين في بلدانهن والنضال ضد الجرائم البيئية، كما هي حال أليسيا كاهويا من الإكوادور، وسونيا غواجاجارا، وزيرة دولة لشؤون السكان الأصليين في البرازيل، التي تعهدت بجعل المعركة ضد الجرائم البيئية واحدة من أولى أولوياتها، وهي المولودة لأبوين أميين في منطقة الأمازون، وشهدت عن قرب التغير المناخي المدمر الذي يمكن أن يلحق الضرر بالنظام البيئي.
لا يمكن إنهاء الحديث دون الوقوف أمام تجربة الفلسطينية سارة السقا، أول جرّاحة معتمدة في قطاع غزّة، حيث تعمل في مستشفى الشفاء الشهير، والتي استخدمت حسابها على إنستغرام لتوثيق تجربتها في علاج الجرحى خلال الحرب، وعرقلة عمل المستشفى، بسبب نقص الكهرباء والوقود والماء والغذاء.
https://www.alkhaleej.ae/2023-11-23/%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AA/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7