يا سلام سلم الحيطة بتتكلم
فى عهد السلطان الظاهر برقوق حدثت واقعة غريبة عجيبة ، فقد شاع بين الناس أن هناك شخصاً يتكلم من داخل الحائط ، فأفتتن العامة بهذا الحائط
- و بداية القصة التى ذكرها المقريزى فى كتابه " السلوك لمعرفة دول الملوك " أن رجلاً يُدعى " ابن الفيشى " دخل يوماً إلى بيته بالقرب من الجامع الأزهر الشريف ، فسمع صوتاً من جدار البيت يقول له { يا أبن الفيشى أتق الله و أحسن إلى زوجتك } ففزع الرجل و ظن أن المتحدث من الجان و أستدعى الجيران فسمعوا الجدار يتكلم و بحثوا عن مصدر الصوت فلم يجدوا شيئاً فأشاعوا الواقعة بين الناس فأقبل الناس من كل جهة لسماع كلام الحائط و قالوا { يا سلام سلم الحيطة بتتكلم } و لما علم مُحتسب القاهرة محمود العجمى بذلك الأمر ، توجه إلى البيت المذكور و أمر بهدم الحائط ، و بعد فترة أرسل رسله ليستطلعوا حديث الجدار بعد هدمه ، فوجدوا الكلام لا يزال مستمراً وفتنة الناس قد أزدادت به ، فذهب بنفسه إلى الجدار و أخذ يقرأ شيئاً من القرءان الكريم ، فقوى ظنه أن القصة مُفتعلة فلم يزل يبحث حتى عرف باطن الأمر ، فقبض على أبن الفيشى و زوجته و مازال يستدرجهما حتى أعترفا بالجريمة ، و قالت زوجته إنها هى التى كانت تتكلم من قرعة " فجوة " فى الحائط فيُصبح صوتها غريباً لا يُشبه أصوات الأدميين و أن الذى دعاها إلى ذلك سوء معاملة زوجها ، فأحتالت عليه بهذه الحيلة لتوهمه بأن الجان يوصيه بها خيراً ، فلما تمت الحيلة و علم زوجها بالأمر رأى أن تستمر على ذلك لينالا جاهاً و مالاً وفيراً