7906 الخميس 2 ديسمبر 2010 الموافق 26 ذو الحجة 1431هـ
ما هــي حقيقــة المــوت؟
لماذا دائماً أذكر الموت؟ لأن الموت حقيقة يغفل عنها الإنسان بسبب الدنيا وما فيها مع أن هذه الحقيقة تتوقف عليها السعادة الأبدية للإنسان..
< ومعظم الناس يكرهون الموت إلى الحد الذي يتجنبون ذكره، فهم يجهلون ماهيته، وحقيقته ويرونه بمثابة الفناء واللا شيء..
< الموت هو الانتقال من نشأة إلى أخرى . فالموت مخلوق من مخلوقات الله مثل الجماد والنبات والماء وغيره..
< إذن حقيقة الموت هو انفصال الروح عن البدن.. والروح هي السراج المضئ، في ظلمات الجسد، والتي تبعث بضوئها بواسطة العين والأذن وسائر الحواس الأخرى..
< يجب الاعتقاد بأن الموت يكون بإذن الله تعالى ، فالذي جعل تلك الرابطة بين الروح والبدن في بطن الأم حتى اليوم الأخير لحياة الفرد هو نفسه الذي يقطع تلك العلاقة والرابطة، فالله عز وجل هو المميت ولكن نجد أن البعض يكرهون عزرائيل ويعادونه ولكنهم لا يعلمون أنه لا يفعل أمراً من عند نفسه بل هو مأمور من قبل رب العالمين..
< (نحن قدرنا بينكم الموت) ولا اختيار لكم في ذلك.. ولا أحد يعرف متى يحين أجله فقد يأتي الموت في أي وقت معافى كان الإنسان أم مريضاً.. ومن حكمة رب العالمين أنه يحذر الإنسان دوماً بالموت ويذكره لئلا ينحرف ولكي لا يرتكب ذنباً ولا يترك واجباً، فلا يعتمد على شبابه وصحته.. فكم من شاب أصغر منه وأصحّ وأقوى بدناً قد مات.. ومن حكمته أيضاً، أنه أخفى ساعة موت الإنسان حتى لا تتكدر حياته.. إذ يصبح كأنه يموت موتاً بطيئاً لو علم بذلك ما دام حياً.. ولذلك كان رسول الله (ص) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات..
منى الحايكي
صحيفة الا يام