العدد 7906 الخميس 2 ديسمبر 2010 الموافق 26 ذو الحجة 1431هـ
إلى كل من أساء للتكنولوجيا
بداية ذي بدء وجب علينا أن نشيد بالانجازات الهائلة التي طرأت على عالم الوصل والاتصال من تطور تكنولوجي واسع المدى قصر المسافات بين الشعوب والعالم بجميع اتجاهاته الأمر الذي تحققت فيه مقولة ان العالم وبفضل القفزات التكنولوجية المتطورة سيصبح قرية صغيرة بسبب سهولة الاتصال، وها هو ذا قد تحقق الى جانب أن وفرّ الجهد والمجهود المبذول بين الأفراد والشعوب واختصر الوقت والزمان لتخليص أمور كثيرة ومتفرعة سواء تلك المتعلقة بالمال والأعمال أو العلم والعلوم أو الثقافة والاقتصاد وحتى في ارسال مقالنا المتواضع هذا، بما معنى أن هناك من أحسن علمه وفكره لخدمة البشرية ونهضتها لكن ماذا عمّن أساء استخدام هذه التكنولوجيا وبالتالي أساءت اليه! كيف ذلك؟
اذا لنكشف لكم ماهو الغريب والمثير في الموضوع وهي تلك العناوين المشمئزة التي تطالعنا بها الصحف والمجلات والتي تتناول مشاكل وأزمات نساء متزوجات بعد تورطهن في علاقات محرمة وغير شرعية عن طريق الانترنت مع من ضعف دينه وايمانه وأخلاقياته من الرجال، فكم من امرأة متزوجة وقعت ضحية بين فكي ذئب من الذئاب وكم من امرأة متزوجة غلبها العشق والهوى ورمى بها بعيدا عن أسرتها عندما تفكر بقلبها وتركت عقلها جانبا!
وكم من امرأة متزوجة تعلق قلبها برجل متزوج وكان قد خيّل اليها بأن الخلاص من تلك العلاقة يعدّ من رابع المستحيلات لأن هناك من زيّن لها الباطل بالحق وخلط بين المشروع وغير المشروع، وصدق حكيم اذ قال «لم أر حقا شبهه أهله بالباطل ولا باطل شبهوه بأنه حق، أحق من العشق الذي هزله جدّ وجدّه هزل، أوله لعب وآخره ندم وعطب». هناك كثير من النساء ومع كثير من الأسف الشديد متزوجات كنّ قد أخذن الأمر بداية على أنه سوف يقتصر على التسلية لتمضية الوقت بحجة ثقتها في الخلاص من حبال الرجال ممكن وسهل وفي الوقت المناسب الذي تقرره هي، لكن ما هي الا خطوات حتى تاهت وتاه منها دليل الخروج من بوابة الفتن والانترنت اللاتي أوقعن أنفسهن فيها، فلم نستغل ذلك العلم والاختراع فيما ينفعنا بل فيما يدمرنا ويقضي على مستقبلنا وأسرنا حينها نكن كمن طبق على نفسه من أطلق علينا مقولته الشهيرة بأننا أمة (اقرأ) لا تقرأ بل تلهو وتعبث!
جانب مهم وآخر وهو على المرأة سواء كانت متزوجة أو غير كذلك التي تريد أن تؤمن على نفسها من كيد كل عابث ولعين أن تنتبه لما هو أهم وهو الآثار السيئة المترتبة على مشاركتها في المنتديات وقد يكون افتتانها بشخصية ما والعكس كذلك أيضا، خاصة لو علمنا ان المرأة ونظرا لطبيعة تكوينها الفسيولوجي يؤثر فيها الثناء بسرعة وتتجاوب أسرع تجاه الكلمة اللطيفة!
اذا لكل امرأة ولكل من يهمها كرامتها ودرء الفتن يفضل عدم مشاركتها في منتديات الرجال واقتصار مشاركتها في منتديات خاص بالنساء والاكتفاء بذلك وهي كثيرة لا حصر لها عوضا عن الابحار الى العميق في منتديات الرجال، هكذا هو الحال ان أرادت أن تحافظ على كيانها وأسرتها من شرّ التشتت جراء تلك الفتن التي تموج بها تلك الشبكة المسماة بمنتديات الرجال وأن توصد بابا يكاد أن ينفتح لها شيئا ،فالشيطان يقف ويتربص كي يلبس على الانسان أحيانا في أمره خاصة مع عدم الثبات.
وليتنا نعلم بأن من وسائل الثبات على الخلق السويّ والقويم هو تقوى الله أولا ومن ثم التسلح بالعلم الصحيح الذي ينفع وليس عبر العبث والتسلية لسويعات قليلة من الزمن وتجنب مواطن الفتن وخاصة فيما يتعلق في العلاقة ما بين المرأة والرجل عبر الانترنت، أما رابعا وأخيرا فمجالسة الصالحين وليس الطالحين والمثل يقول: قل لي من صاحبك أقل لك من أنت..
نور النعيمي
صحيفة الا يام