قصة صالح عليه السلام ]
الجزء الثالث والأخير
تآمر الملأ على الناقة:
وتحولت الكراهية عن سيدنا صالح إلى الناقة المباركة.
تركزت عليها الكراهية،
وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة.
كره الكافرون هذه الآية العظيمة،
ودبروا في أنفسهم أمرا.
وفي إحدى الليالي، انعقدت جلسة لكبار القوم،
وقد أصبح من المألوف أن نرى أن في قصص الأنبياء
هذه التدابير للقضاء على النبي أو معجزاته
أو دعوته تأتي من رؤساء القوم،
فهم من يخافون على مصالحهم إن تحول الناس للتوحيد،
وتحولوا من خشيتهم إلى خشية الله وحده.
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
(49) النمل
أخذ رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لإنهاء دعوة صالح.
فأشار عليهم واحد منهم بقتل الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه.
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
(50) النمل
وهذا هو سلاح الظلمة والكفرة في كل زمان ومكان،
يعمدون إلى القوة والسلاح بدل الحوار والنقاش بالحجج والبراهين.
لأنهم يعلمون أن الحق يعلو ولا يعلى عليه،
ومهما امتد بهم الزمان سيظهر الحق ويبطل كل حججهم.
وهم لا يريدون أن يصلوا لهذه المرحلة،
وقرروا القضاء على الحق قبل أن تقوى شوكته.
لكن أحدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقة،
وهددنا بالعذاب القريب.
فقال أحدهم سريعا قبل أن يؤثر كلام من سبقه
على عقول القوم:
أعرف من يجرؤ على قتل الناقة.
ووقع الاختيار على تسعة من جبابرة القوم.
وكانوا رجالا يعيثون الفساد في الأرض،
الويل لمن يعترضهم.
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ
(48) النمل
هؤلاء هم أداة الجريمة.
اتفقوا على موعد الجريمة ومكان التنفيذ.
وفي الليلة المحددة.
وبينما كانت الناقة المباركة تنام في سلام.
انتهى المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم
وسيوفهم وسهامهم،
لارتكاب الجريمة.
هجم الرجال على الناقة فنهضت الناقة مفزوعة.
امتدت الأيدي الآثمة القاتلة إليها. وسالت دماؤها.
:
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ
(51) النمل
وبينما كانت الناقة المباركة تنام في سلام.
اتهى المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم
وسيوفهم وسهامهم، لي ارتكاب الجريمة.
هجمو الرجال على الناقة فنهضت الناقة مفزوعة.
طارودها حتى وصلت لجبل ولم تجد مكان للهرب
حاوطوها الـ9 الراجال
وواحد منهم ضربها في رجلها بـ سهم فوقعت،
قدروا وقتها يذبحوها بالسيف
وكان عاقر الناقة او من ذبحها,
وهو من قال عليه الله عز وجل (إذ إنبعث أشقاها) .. [آية 12 : سورة الشمس ]
أما مصير ابنها فـ أختلفت فيه الأقاويل من المفسرين من قال انهم قتلوه ايضا.
ومنهم من قال إنه استطاع الهرب منهم
وإنشقت الصخرة ودخل فيها ،
ويُقال إنه هو الدابة التى ستخرج على الناس في آخر الزمان .. -والله أعلى وأعلم-
هلاك ثمود:
علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضباً على قومه.
قال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟
قالوا: قتلناها فائتنا بالعذاب واستعجله،
ألم تقل أنك من المرسلين؟
قال صالح لقومه:
تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوب
( 65 ) هود
بعدها غادر صالح قومه. تركهم ومضى.
: انتهى الأمر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام.
ارجال التسع لم يصدقو ماقاله وسخروا منه واقترحوا قتله هو ايضا عقاب له على كذبه
وإن كان صادق يبقى القتل هلاك له قبل هلكنا فيكون الهلاك علينا وعليه،
وفعلاً ذهبوا إلى سيدنا صالح كى
يقتلوه هو واهله(قالوا تقاسمُوا بالله لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه ماشهدنا مهلك اهْلهِ وإنا لَصادقون)
ولكن مكر الله أكبر
وكما زاد هؤﻻء التسعه ظلم وطغيان
استحقوا عذاب منفصل.
يقال وهم فى طريقهم لقتله بعث الله عليهم حجاره من السماء
[أو يُقال صخرة ضخمة من أحد الجبال] وقعت عليهم فماتوا
ومرت ثلاثة أيام على بقي الكافرين من قوم صالح وهم يهزؤون من العذاب وينتظرون،
يُقال أن في اليوم الأول
أصبحو وجوههم صفر وفي اليوم الثاني اصبحو حمر
وفي اليوم الثالث اصبحو سود
وفي فجر اليوم الرابع:
انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة.
انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي.
هي صرخة واحدة..
لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة.
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِين
َ (67) هود
هلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث.
أما الذين آمنوا بسيدنا صالح عليه السلام،
فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا.
وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
(53) النمل
وهكذا انتهت قصة سيدنا صالح عليه السلام
أراكم بقصة نبي جديد إن شاء الله