صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

#قصة_الحيلة_والنية_
باسم الله بديت وعلى النبي صليت وبيه كلامي حليت وليكم بهاذي الحكاية جيت ، لكل حكاية معناها حكاوها لجداد يامحلاها جيتكم ليوم نحكيها وفي قلوبكم نخبيها نتفكرو ناس زمان ونقولو كان يامكان.
في بلاد بعيدة ومن القلوب قريبة كانو عايشين زوج(إثنين) جارات وحدة الحيلة ولوخرة النية ، وحد النهار من يمات الخريف كان الجو مليح راحت الحيلة لجارتها النية وقالتلها ياجارتي العزيزة واش رايك لوكان نتشاركو في قطعة أرض ونزرعوها بصل ونتقاسموها فرحت النية و وافقت فالحين .
وكيما كان الحال حرثو الأرض وغرسوها بصل وبقاو يسقيو وينقيو فيها من الأعشاب الضارة .
جا الربيع وخضارت الأرض كي شافت الحيلة وراق البصل خضرا طمعت وراحت تجري للنية وقالتلها ياجارتي نتفاهمو من دوك (يعني من الآن) لي تحت لرض تديه انتي ولي فوق الارض انا نديه (يعني تأخذه) . النية مكانتش من العاكسين و وافقت فالحين .
فات الربيع وجاء الصيف الاوراق الخضرا نشفت ويبست ومابقى يصلح غير البصل لي تحت الأرض ، الحيلة دات هذوك الاوراق الناشفين لي مافيهم حتى فايدة والنية دات حبات البصل لي تحت الأرض وخباتهم في دارها وهكذا ربحت النية على الحيلة .
فات الصيف ورجع الخريف والحيلة مزالها تخمم(يعني تفكر) في تدبيرة باش تكلخ (لكلي تنتصر عليها) للنية ، أيا راحت عندها وقالتلها واش رايك ياجارتي الحبيبة نغرسو القمح والشعير ، فرحت النية وقالتلها ايه علاش لالا نخدمو الأرض ونغرسوها ونتقاسمو خيرها .
حرثو الأرض وزرعوها ونقاوها وملي بداو فيها والحيلة تخمم(تفكر) وتكيد للنية وكي جا الصيف وجا وقت الحصاد قالت الحيلة لازم العام هذا ميصراليش(أي لا يقع لها مثل المرة الماضية) كيما العام لي فات ، راحت عند النية وقالتلها ياجارتي نتقاسمو من دوك ، العام لي فات نتي(أنت) ديتي(أخذت) لي تحت الارض وانا ديت لي فوقها ، العام هذا نديرو العكس انتي تدي لي فوقها وأنا ندي لي تحت ، وافقت النية على راي الحيلة وقالتلها على بركة الله واش تقولي نتي أنا راني موافقة .
راحو يحصدو فالارض ، النية دات القمح والشعير لي فوق الارض والحيلة مالقات غير جذور تحت الارض لاتنفع ولاتضر .
تقلقت الحيلة من النية وغيرتها منها وحقدها عليها عماولها عينيها وقالت لازم نديرلها(أوقعها) مكيدة ونطيحها في مصيبة ونتخلص منها راني كرهتها ومانحبش نزيد نشوفها .
راحت الحيلة عند النية مخبية الخبث في قلبها ومظهرة الحب في وجهها وقالتلها ياجارتي واش رايك نلعبو لعبة نحيو(نزيلو) بيها الغمة على قلوبنا ، فرحت النية وقالتها فكرة مليحة(جيدة) بصح واش نلعبو ؟ قالتلها أنا نرقد فالحصيدة(الأرض المزروعة) ونتي ترقدي وسط الطريق .
راحت النية وتمددت وسط الطريق والحيلة رقدت(نامت) فالحصيدة ، في هذاك الوقت كانو مجموعة من رجال فايتين على الطريق بالبغال تاعهم شافو النية راقدة وسط الطريق عرفوها ومحبوش ينوضوها(ما حبو يصحوها) ولاو خلاوها وقطعو جيهة الحصيدة ومشاو فوق الحيلة بلاما(من غير ما شافوها) يشوفوها .
فالصباح ناضت النية وراحت تحوس على الحيلة لقاتها ميتة وسط الحصيدة .
وحكايتي مشات من واد لواد يحكيوها لنا الأجداد ونعاودوها للأولاد والاحفاد. (هذي لهجة جزائرية)