يحكي أن في قديم الزمان كان هناك رسّام عجوز يعيش في قرية صغيرة، وقد وهبه الله عز وجل موهبة الرسم فكان يرسم اجمل اللوحات الرائعة التي يبيعها باسعار غالية، وفي يوم من الايام جاءه رجل من القرية سلم عليه وقال له : انك تكسب الكثير من المال من لوحاتك واعمالك الفنية، فلماذا لا تقدم المساعدة والعون للفقراء في قريتك ؟ انظر لجزار القرية فإنه لا يملك الكثير من المال مثلك ولكنه مع ذلك يوزع كل يوم قطعاً من اللحم المجانية علي الفقراء .
ابتسم الرسام العجوز في هدوء ورد علي الرجل قائلاً : الله يعيينا ويساعدنا علي تقديم العون والمساعدة للمحتاجين، فرد عليه الرجل في غيظ : لكنك غني وتمتلك الاموال ويمكنك مساعدة الفقراء، ثم خرج منزعجاً من عنده واشاع في القرية أن الرسام العجوز رجل ثري ولكنه بخيل ويرفض مساعدة المحتاجين، فنقم عليه اهل القرية .
بعد مرور فترة من الوقت اصاب الرسام العجوز مرض ولم يعره أحد من اهل القرية اي اهتمام حتي مات وحيداً دون رعاية ولا اهتمام من احد .. مرت الايام وقد لاحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحماً مجانياً كما كان معتاداً أن يفعل معهم من قبل، وعندما سألوه عن السبب، اجابهم الجزار ان الرسّام العجوز كان يعطيه كل شهر مبلغا من المال ليرسل لحمًا للفقراء، والآن وقد مات توقّف ذلك.
العبرة من القصة : لا تتهم الناس بالباطل دون معرفة الحقيقة، فليس الظاهر دائماً حقيقي .. المظاهر خدّاعة .