قصة مدينة النحاس التي بناها الجن لسيدنا سليمان { عليه السلام}
🧚🧚🧝🧝🧞🧞
في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى قريباً من بحر الظلمات بلغ عبدالملك ابن مروان عن خبر مدينة النحاس فكتب رسالة الى عامله بالمغرب موسى إبن نصير قال فيها
لقد بلغني خبر مدينة النحاس التي بناها الجن لسيدنا سليمان إذهب إليها وأكتب لي ما ترى من عجائب هذه المدينة
خرج موسى ابن نصير ومعه ما يقرب من ألفين فارس من جيوش المسلمين وعدد كبير من الإدلاء الذين يعرفون الطرقات
مشى الجيش على طريق غير مسلوك لمدة أربعين يوم حتى وصلوا مدينه بها أشجار كثيفة وعيون من المياه وبها حيوانات مفترسة
قال موسى ابن نصير للجنود خذوا حظركم المدينه بها حيوانات ووحوش مفترسة وبينما هم يمشون في هذه المدينة إذ رأى الجنود من بعيد قلعة كبيره من النحاس فقالوا لموسى ابن نصير هذه هي المدينة التي نقصدها
إقترب الجيش من المدينه وأخذوا يطوفون حولها حتى يجدوا باب أو مدخل للمدينه فلم يجدوا لها مدخلاً.
وقف الجميع يفكرون في حل حتى يستطيعوا الدخول لهذه المدينة ويكتشفون ما بداخلها رغم ان أسوارها عالية جداً ما يقارب من ثلاث مائة زراع
إقترح بعض الجنود وقالوا نحفر تحت الجدران وندخل من تحت الأثاث فأخذوا يحفرون لمدة يومين حتى خرج الماء ولم يصلوا إلى آخر الأثاث
قال موسى ابن نصير احضروا خشب من أشجار المدينة واصنعوا سُلماً كبيراً كي نصعد عليه فوق السور ونرى ما بداخل المدينة
صنعوا الجنود السلم وقال موسى ابن نصير من منكم يصعد ويأتينا بخبر هذه المدينة وادفع له ديته ألف دينار إن رجع او لأولاده إن لم يرجع
قام أحد الجنود وقال أنا من يصعد ويأتيكم بالخبر
صعد الرجل وعندما وصل أخر السور نظر بالداخل فأخذ يصفق ويضحك بصوت شديد ورمى نفسه داخل المدينه وسمعوا اصواتاً غريبة من الداخل وضجيج
تعجب الجميع مما فعل هذا الرجل فقال موسى ابن نصير من منكم يصعد ويأتينا بخبر هذه المدينة وله مثل ما كان لصاحبه
قال رجل أنا من يصعد يا أمير
صعد الرجل الثاني وعندما وصل أخر السور نظر بالداخل فأخذ يصفق ويضحك بصوت شديد ورمى نفسه داخل المدينة وسمعوا أصواتاً غريبة من الداخل وضجيج
إشتد الأمر غرابة وتسرب الخوف داخل الجنود فقام رجل وقال أنا من يصعد ويأتيكم بالخبر ولكن إربطوني بحبل في محزمي وإذا رأيتموني اصفق واضحك شدوا الحبل حتى لا أستطيع أن أرمي نفسي بالداخل
صعد الرجل والحبل مربوط حول محزمه وعندما وصل أخر السور نظر بالداخل فأخذ يصفق ويضحك بصوت شديد وذهب ليرمي نفسه والجنود يجرون الحبل حتى قطع الرجل نصفين النصف الأول داخل المدينة وهو من الرأس إلى آخر بطنه والنصف الثاني خارج المدينة وإرتفعت الأصوات بالداخل
عندها عرف موسى ابن نصير أن هذه المدينة يسكنها الجن ويقتلون كل من يريد الصعود إليها.
أمر موسى ابن نصير بالرجوع فقالوا الإدلاء يا أمير لا نستطيع العودة في نفس الطريق الذي أتينا منه لأن الجن حال بيننا وبين العودة من هذه الطريق
قال لهم الأمير وما الحل قالوا علينا أن نسلك طريق آخر
بالفعل إتجه الجيش إلى الناحيه الخلفية من مدينة النحاس فوجدوا أرض بيضاء يوجد على مشارفها تمثال على هيئة رجل يمسك في يده لوحة مكتوب عليها ( ليس ورائي مذهب لا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا ) قال موسى ابن نصير كيف لأرض بيضاء بها زرع وماء يهلك فيها الناس فأمر بعض العبيد أن يدخلوا هذه الأرض ليرى ما سوف يحصل لهم عندما يدخلون فدخلوا العبيد وإذ بهم يجدون النمل الأسود الضخم يهجم عليهم فتركوا أحصنتهم وخرجوا بسرعة والكل في حيرة، فقال الإدلاء يا أمير علينا أن نسير من الجهه اليمنى من المدينة وعندما وصلوا جهة اليمين وجدوا ألواحاً باللون الأبيض منقوش عليها أخبار الأنبياء والملوك والفراعنة وأخبار محمد صلى الله عليه وسلم وأخبار أمته وما بهم من كرامات
ووجدوا بحيرة بها الكثير من الطين والقليل من الماء ويوجد بداخلها توابيت مرصوصة على هيئة طريق إلى الناحية الأخرى
قال موسى ابن نصير إفتحوا أحد التوابيت لنرى ما بداخلها
فلما فتحوا التابوت إذ يخرج منه دخان ومن بين الدخان يخرج صوت يقول ( سامحني يا نبي الله سليمان لن اعصاك ثانية) أمر موسى ابن نصير ان يتوقفوا عن فتح التوابيت على الفور عندما علم ان جماعة من الجن 🧞🧞 قد قام سيدنا سليمان بحبسهم في هذه التوابيت ،فنادى لصلاة العصر وبعد أن إنتهوا من الصلاة إذ بهم يرون رجل يخرج من الماء ويقول لهم السلام عليكم ورحمة الله
هاجت الخيول وفزع الجنود وقيل له من أنت وكيف خرجت من الماء
قال أنا جن 🧚حبسني سيدي سليمان انا والكثير هنا في هذه البحيرة ولما سمعتكم تذكرون الله حسبتكم ذلك الرجل الذي يمر علينا مرة واحدة كل عام ويجلس هنا ويذكر الله ويدعوا للمسلمين ، قالوا له من هذا الرجل وكيف يأتي في هذا المكان المخيف لوحده ……
عندما خرج الجن من الماء وهاجت الخيول وفزع الجيش وقال لهم انه يمر عليه رجل كل عام يذكر الله ويدعوا للمسلمين سأله موسى ابن نصير من هذا الرجل الذي يمر في هذا المكان المُخيف لوحده !! قال له الجن أظنه الخضر عليه السلام ، قال له وأين يتجه ، قال الجن يذهب من هذا الطريق ، قال الإدلاء أيها الأمير هذا طريق غير مسلوك وهناك خطورة علينا إذا سرنا فيه
قال موسى ابن نصير ليس أمامي خيار إلا هذا الطريق فلو رجعنا من حيث اتينا لهلك الجيش لأن الجن قد حال بيننا وبين العودة من هذا الطريق كما أنني أريد ان أمر من نفس الطريق الذي يمر منه الخضر عليه السلام ونرى ما فيه من عجائب
توجه الجيش في هذا الطريق حتى حل الظلام فقال الإدلاء علينا المبيت هنا حتى لا نضل طريقنا ونقع في المهالك ، وبالفعل عسكر الجيش في هذه المنطقة ولكن حدث شيئ غريب
كأن أحد الأشخاص الذين ألقوا بأنفسهم داخل المدينة ينادي عليهم ويقول (يا امير لا تكملوا طريقكم إرجعوا إرجعوا إرجعوا ) ومن العجيب في الأمر أنه صوت الرجل الذي قُطع نصفين ، قال موسى ابن نصير أنه جن لا يريد ان نكمل الطريق ، وعندما طلع الصباح أكمل الجيش طريقه
وصل الجيش بعد يومين إلى مكان يبدو عليه أنه مسكون بالبشر ولما إقتربوا منهم وألقوا عليهم السلام لم يفهموا ما يقولون وإذ بهم يتكلمون مثل الطير ويريدون أن يأكلوهم قال أحد الإدلاء يبدو أنهم سلالة من قوم منسك الذين ورد ذكرهم مع ذي القرنين
فخرج من بينهم رجل يتحدث العربية وألقى عليهم السلام فقالوا من أنت قال أنا ملك على هؤلاء القوم منذ ١٢ عام فقال له موسى ابن نصير كيف أتيت إلى هذا المكان فلم يُجيب عليه ولكن قال له خذ جيشك وإتجه من هذا الطريق وعود من حيث أتيت ولا تكمل هذا الطريق
قال له موسى ابن نصير هل يمر عليك الخضر كل عام فلم يُجيب عليه وإتجه بالجيش إلى المغرب مرة أخرى من الطريق الذي دل عليه الملك وأرسل رسالة مكتوب فيها كل ما رأى من عجائب لعبد الملك ابن مروان .
المصدر : كتاب
أثر البلاد وأخبار العباد.
قصة تلك المدينة ما بين الحقيقة والخيال .وقد دارت حولها القصص والروايات الكثيرة ..ومنها ما قدم على هيئة عمل تليفزيوني وأخر إذاعي .. وفي النهاية .... علمها عند الله
منقول وبتصرف