قَصرُ ( ابنِ وَردَانَ ) !
:::::::::
كُلَّمَا أمطَرَتِ السَّماءُ فاحَتْ مِنْ ذلِكِ القَصرِ رائِحَةُ العِطرِ ! هكذا يُقال .
يُقالُ إنَّهُ كانَ لِلمَلِكِ ابنَةٌ وَحيدَةٌ و قَد رَأَى في مَنامِهِ عَقرَبَ تَلسَعُهَا وَ لِكَي يَحمِيَهَا مِنَ العَقارِبِ أَمَرَ بِبِنَاءِ القَصرِ مِنَ الطِّينِ المَعجُونِ بِالوَردِ وَ الأعشابِ العَطِرَةِ ؛ لِيَطرُدَ العَقارِبَ ، لَكِنَّ ابنَتَهُ ماتَتْ من لَسعَةِ عَقرَب في عُنقُودِ عِنَبٍ !
...........
وَ في هذِهِ الحِكايَةِ يَقُولُ ( الحَكِيمُ ) :
لا بُدَّ أن يَقنَعَ الإِنسانُ بِالقِسَمِ
مِنَ الَّذِي صَوَّرَ الإِنسَانَ في الرَّحِمِ
فَلَن يُغَيِّرَ أَقدَارًا لَهُ - أَبَدًا -
مِن بَعدِ مَا كُتِبَتْ فِي اللَّوحِ بِالقَلَمِ
وَ لَيسَ يَنفَعُنَا حُزنٌ وَ لا أَسَفٌ
وَ لَيسَ يُجدِي لَنَا شَيْءٌ مِنَ النَّدَمِ !
قَد قَدَّرَ اللهُ أعمَارًا لِأَنفُسِنَا
كَمْ مَاتَ ذُو صَحَّةٍ إِذْ عَاشَ ذُو سَقَمِ
وَ لَيسَ يَدفَعُ مَوتًا عِندَنَا حَذَرٌ
فَالمَوتُ يَسعَى لَنَا لَكِن بِلَا قَدَمِ
فَالمَوتُ سَاوَى بِنَا العِملَاقَ بِالقَزَمِ
وَ الرَّأسَ بِالذَّيلِ ،وَ الأَسيَادَ بِالخَدَمِ !
وَ المَوتُ كَأسٌ ؛ وَ كُلُّ النَّاسِ ذَائِقَةٌ
مَنْ لَمْ يَمُتْ بِسُيُوفٍ ، مَاتَ بِالهَرَمِ !
المَوتُ حِكمَةُ رَبٍّ جَلَّ عَنْ عَبَثٍ
سُبحَانَهُ مُنزِلِ الآياتِ بِالحِكَمِ
:::::::::::
* الحِكايَةُ النَّثريَّةُ مّستَنسَخَةٌ من مَواقِعِ ( الفيس بوك) ، وَ الأبياتُ الشِّعريَّةُ مِن نَظمِي أخُوكُم د.فارس عزيز الحسيني.