" عندما كنت طالباً جامعياً "
الفترة التي قضيتها في جامعة البصرة كلية الاداب كانت بين فترتين فترة الطاغية وفترة الاحتلال ( ٢٠٠٠-٢٠٠٤ ) ، وقتها لم تكن الحياة الاقتصادية كما هي الان ، انهيت دراستي الجامعية ( بقميصين وبنطرونين وحذاء واحد
) وفي الوقت ذاته كنت اعمل لأحصل على مصرف بسيط جداً يذهب ( للكراوي وبعض المتعلقات الأخرى ) ، لكن كل هذا لم يكن يمنعني ويمنع ٨٠ بالمية ممن على شاكلتي ان لا يتفاعلوا مع الاحداث التي يمر بها البلد ، كنت اقرا اي كتاب وعن اي موضوع حتى احيانا حينما اجد كتاباً ممزقاً مرميا مع النفايات ، احمله واقرأ ما تبقى من صفحات فيه ، كنت ولا زلت أتفاعل مع احداث العالم والوطن العربي ، انتكس لانتكاسته وافرح لانتصاره ، لم تمنعنا الدراسة وصعوبتها ووضعنا الاقتصادي المتردي من أن نقاوم الاحتلال الامريكي فكريا وعقائدياً وعسكرياً ، لم اشعر يوماً باني قدمت شيء لهذا الوطن بل الشعور دائما يكون بالتقصير والتقصير الكبير جداً تجاه العراق ، لم نفكر وقتها إلا في شيء واحد هو ( مستقبل العراق ) والى يومنا هذا يتملكني هذا الشعور ، لم أفكر يوماً بان احصل على وظيفة ذات شأن وانعزل عن المجتمع و ( اكون نفسي ) كما يعبرون وليذهب الوطن إلى ….. .
الان حينما اشاهد طلبة الجامعات اشعر بشيء من الحيرة الممزوجة بالدهشة ، كيف اصبح وضع الجامعات إلى هذا المستوى ! كثيرا ما اتسائل مع نفسي ، فيأتي الجواب دائما بأن هناك ايدي كانت وظيفتها منذ سنوات هي افراغ المحتوى الهادف والنزعة الثائرة وخلخلة القيم الأصيلة لدى هذه الفئة التي تُعد هي الاساس لكل مجتمع ، لكن التساؤل هو
كيف بالأمكان اعادة هذه الفئة الأساسية لمسارها الحقيقي واستنهاضها من اجل القيام بدورها المنوط بها ؟ @highlight
Heider Alharthy