سمعت عن جوليا توفانا أستاذة ريا وسكينة؟ تعالى أحكي لك حكاية من حكايات الواقع العجيب، عن قا.تلة متسلسلة، سفا.حة الرجال في القرن ال١٧:
اتولدت جوليا توفانا سنة ١٦٢٠ - تقريبًا - في مدينة باليرمو بإيطاليا، وتمر السنين بدون خبر موثق عن حياتها من الولادة لحد سن ١٣ سنة، يعني سنة ١٦٣٣، وهنا بتع.دم السلطات الإيطالية والدة جوليا (توفانيا دامو) بته.مة ق.ت.ل زوجها (فرانسيس) والد جوليا.
في الفترة دي ومن قبلها بشوية، كان عصر النهضة في إيطاليا، وكل عصر وله سمات للحياة خاصة بيه، وأهمها هو زواج القا.صرات، والمجتمعات في أوروبا في الوقت ده كانت طبقتين فقط، طبقة النبلاء والأغنياء، وطبقة كادحة مُعد.مة وهم الأغلبية الكاسحة طبعًا، فكان الأعيان الكبار في السن بيلجأوا للزواج من القاصرات، ومعظمهن من الطبقة الفقيرة، اللي البنت فيها بتوقف قصاد اختيارين مالهمش تالت: إما قبول الزواج وتلاقي حد يصرف عليها وعلى أسرتها. أو ترفض وتعنس وتم.وت هي وأسرتها من الجوع.. وقبل ده كل رفاهية الاختيار دي ماكنيتش موجودة إلا بنسبة ضئيلة لا تذكر. حتى قاصرات النبلاء، مكانوش بيملكوا حرية الاختيار، لأن الزيجات كانت بتم مصلحة، توسيع نفوذ، أو زيادة ثراء وخلافه.. وبيجتمع الإحساس الواحد داخل كل البنات، وهو إحساس سج.ن الزواج من رجال ضعفين أو ٣ أضعاف أعمارهن. واتعرضن خلال فترة زيجاتهم للضر.ب والإها.نة، فكان منهن كثيرات بين.تحرن.
جوليا فجأة لقت نفسها لوحدها بعد ما فقدت والديها، فاتجوزت من راجل كبير وسافرت معاه نابولي ثم روما، وهناك جوزها مات، وهي كانت خلفت بنتها (جيرولاما سبارا) وعاشت هي وبنتها في روما. واشتغلوا في تصنيع مساحيق التجميل، وطبعًا معظم زباين السلعة دي كن من طبقة الأغنياء والنبلاء.
وقدرت جوليا تعمل صداقات بنساء كتير جدًا، والكلام جاب بعضه في قعدات الستات، وكل واحدة حكيت لها حكايتها المر.يرة اللي بتعيشها.. وصنعت صداقات أخرى مع رجال من صفوة المجتمع، وأهمهم هو قس كاثوليكي روماني اسمه (جيرولامو).
وهنا قررت جوليا تاخد أول خطوة، وإنها تخفف وتخلص معا.ناة جميع النساء، والحل إن كل ست تصبح أرملة، هتورث، وتقدر تتخلص من حياتها السابقة، وتعيش حياة جديدة بحرية كاملة، اتفقت مع القس أنه يمدها بالزرنيخ، لأن أخوه كان صيدلي، بالإضافة لمعدن الرصاص، ونبات البيلادونا.. ومن هنا بدأت رحلة ٢٠ سنة من م.وت الرجال، وإعلان النساء لجوليا قديسة، ساعدتهن في معانتهن ض.د الرجال.
عمقت ووطدت علاقتها مع ٢٠٠ سيدة، وبمساعدة بنتها (جيرولاما) صنعتا الخليط المم.يت، الخليط اللي مش هيكون له أي أثر بعد الم.وت، ونصحت زباينها، أنهن يضيفن قطرتين أو تلاتة على الأكل أو أي مشروب، عشان مافيش حد يشك في حاجة، ومايكونش في أي شبهة جنا.ئية. وأطلقت على مسحوق التجميل الجديد (في الظاهر). الس.م (في الباطن).. (أكوا توفانا).
وزعت جوليا اختراعها بطريقتين: الأولى في هيئة مساحيق تجميل، عادي جدًا، والتانية معبأة في قوارير صغيرة عليها صور للقديس نيكولاس دي باري، كشيء من المباركة، وفي الحالتين تقدر أي ست تسيب قارورة الس.م على ترابيزة، أو طاولة زينتها (التسريحة يعني) كأنه مسحوق تجميل عادي، أو زجاجة عطر، وطبعًا الرجالة مابتاخدش بالها من الحاجات دي.
وكان مزيج "أكوا توفانا"، عديم اللون والمذاق، وقادر على إنهاء حياة الرجل بـ6 قطرات فقط، على مدى أيام.
ومستحيل يتكشف، لأنه مش هيظهر في مجرى الدم أثناء التشر..يح، ده لو حد أصلًا اكتشف إن الموت له علاقة بشبهة جنا.ئية.. أولًا لأن معدل الجر.يمة في روما الوقت ده كان مرتفع جدًا، وكلها في نمط الق.تل المتسلسل، فالسلطات كانت بتكبر دماغها، ثانياً لأن بعد تناول المزيج على أيام متفاوتة، هينهي الشك، فالجرعة الأولى هتظهر على الرجل أعراض زي أعراض نزلات البرد، ضعف وإرهاق وتكسير في الجسم، ومع الجرعة التانية تظهر أعراض آلام المعدة والعطش الشديد والقيء والدوسنتاريا.. ومع جرعة تالتة أو رابعة يموت الزوج.. ويعتقد الأطباء أنه بسبب المرض، ولا توجد شبهة جنائية في وفاته.. طبعًا إحنا بنتكلم عن أكتر من ٤٠٠ سنة في الماضي، فالطب والعلم كان مختلف كليًا، بل ماكنش موجود أصلًا في أوروبا.. وعصر النهضة كان عصري فني، دافنشي ومايكل أنجلو ودانتي وروسيني وغيرهم..
وعلى مدى 20 سنة، اتسببت جوليا توفانا في تس.ميم ومو.ت اكتر من 600 رجل.
وفي يوم من سنة ١٦٥٠..اشترت زوجة من الزوجات منها مزيج الأكوا توفانا، وبعد ما حطته لزوجها في الشاي، وقبل زوجها ما يشرب، فضلت تعيط وتصرخ وتقول له ماتشربش، ولما ضيق عليها الخناق اعترفت بكل حاجة.. فالراجل في وقتها سلم زوجته للسلطات، والزوجة رجعت واعترفت بكل حاجة كاملة.. وتم القبض على جوليا توفانا.
وفي محاكمتها، أكدت جوليا إنها ساعدت في تس.ميم ما يقرب من 600 رجل.. "يعتقد إن زوجها كان أول ضحا..ياها".
سنة ١٦٥٩.. بيتم إع.د.ام جوليا وبنتها جنب بعض، بالإضافة ل٣ من مساعديها. و٤٠ زوجة.. وتم سج.ن زوجات أخريات.. وتم العفو عن بعضهن، ومنهن من هربن ولم يتم العثور على أيًا منهن.
منقول
#الكاتب_رامى_رجائي