توفيت صديقتي بسرعة وفجأة بعد بلوغها الخمسين عاما بأسبوع وأحد فقط.
بعد شهرين، اتصلت بزوجها لأنه خطر على بالي أنه لابد أن يكون محطما، لأنها حتى لحظة وفاتها كانت تشرف على كل شيء. البيت ..
تربية أولادهم ..
رعاية والديه المسنين ومرضهم ..
الأقارب .. كل شيء ..
كل شيء .. كل شيء!
كانت تقول دائما:
بيتي يحتاج دائما إلى كل وقتي.
فزوجي لا يستطيع حتى صنع القهوة او كأس من الشاي.
عائلتي بحاجة لي في كل شيء.
لكنها كانت تفول أحاينا بصوت يشوبه الحرن وبعض الأنكسار:
لكني أشعر إحيانا أنه لا أحد يهتم
أو يقدرالجهود التي أبذلها.
أشعر أنهم جميعًا يأخذونني كأمر مُسَّلم به.
لدا،إتصلتُ بزوجها لمعرفة ما إذا كانت الأسرة بحاجة إلى أي دعم، لأنني شعرت أن زوجها لابد أنه يشعر بالضياع، فهو مضطر فجأة إلى تحمل جميع المسؤوليات لكل شيء.
الآباء المسنون ،الأطفال، وظيفته في السفر، والوحدة في هذا العمر. كيف يجب أن يدير حياته؟
رن جرس الهاتف المحمول لبعض الوقت .. لا يوجد رد. بعد ساعة رد على المكالمة قائلا :
اعتذر لأني لم أستطع الرد على مكالمتك .. لأنه بدأت بممارسة لعبة التنس لمدة ساعة في النادي.. حيث التقي بأصدقائي لضمان قضاء وقت ممتع.
ثم تابع بحماس:
حتى أني نقلت عملي في المدينه نفسها حتى لا أضطر للسفر بعد الآن.
سألته: هل أنت بخير في المنزل؟
أجاب:
نعم.. فقد أحضرت طباخة للبيت، .دفعت لها أكثر قليلاً لأنها أيضا ستشتري أغراض البقالة والمؤن.
كذلك أحضرتُ "ممرض رعاية خاصة" بدوام كامل لوالديّ المسنين، والأطفال بخير.
الحياة تعود إلى طبيعتها.
سمعته يتكلم ويتكلم وبالكاد تمكنت من قول بضع جمل ثم أنهيت المكالمة.
غمرت الدموع عيني، وبكيت بشدة وحرقة..
صديقتي سيطرت على أفكاري كلها ...
لقد فاتها اللقاء السنوى لرفاق المدرسة بسبب مرض بسيط لحماتها.
كانت قد فاتتها زفاف بنات أختها لأنها اضطرت للإشراف على أعمال الإصلاح في منزلها.
لقد فاتتها الكثير من الحفلات والأوقات الممتعة لأن أطفالها خضعوا للامتحانات.
وكان عليها الطهي، وكان عليها أن تعتني باحتياجات زوجها..
إلخ.. إلخ.
كانت تبحث دائمًا عن بعض الأهتمام وبعض التقدير، الذي لم تحصل عليه أبدًا.
اليوم أشعر برغبة في إخبارها..
بل أن أصرخ بكل قَوة:
آهِِ يا صديقتي الحبيبة..
لا أحد "لا غنى عنه" في هذا الكون. .
يا صديقتي.. المشكلة هي وضع الآخرين دائما في المقام الأول.
يا صديقتي.. أنتِ علمتيهم وغرستِ فيهم، للأسف، أنكِ تأتين في المرتبة الثانية.
بعد وفاتها ، تم توظيف خادمتين أُخريين وكان من الممكن توظيفهم وهي على قيد الحياة ولكنها كانت تتحمل كل الأعباء.
المنزل الأن على ما يرام وصديقتى ليست فيه.
استمتعي بالحياة ..
أزيلي الإطار الذهني الذي لا غنى عنه، والذى يقول (وبدوني سيعاني المنزل).
الجميع بحاجة إليكِ..
وأنتِ أيضًا بحاجة لنفسكِ
لا تقرأ وترحل .. تفاعل معنا ودعنا نرى اسمك بتعليق .. فتفاعلكم يشجعنا على الاستمرار.
إذا أعجبك هذا المحتوى فأكثر من قول "لا حول ولا قوة الا بالله" وأُكتب لي تعليقا من عندك.. إدعم هذه الصفحة وشارك هذا المحتوى مع الآخرين الآن
وإذا كنت مثلي تحب القصص والقرأءة أدخل صفحتي على الفيسبوك (#عجور_٤٨) وأعمل متابعه.
_______________________________
#عجور٤٨ #عجور_٤٨ #عجور48 #عجور_48 #ajjur48