منذ زمن بعيد عاش في بلاد الفرس ملك جبّار سيئ الخلق " إسمه دارا " وكان لا يسمع بإمرأة جميلة إلا ضمّها لنسائه وجواريه وفي أحد الأيام سمع بـ " لميس" وهي فتاة جميلة تعيش في مكان بعيد، فأحضرها إلى قصره ،لكنها كانت تحبّ "فرزاد " أحد فتيان قريتها ،وكانت ثمرة هذا الحبّ طفلة صغيرة ربّتها أمّ الفتى، وبقيت لميس مدّة في جناح الحريم تبكى حظها، وذات يوم رآها الملك دارا جالسة ، وكلّمها، ومرور الوقت زاد إعجابه بها، فتزوّجها، وصارت ملكة، وبالرّغم من كلّ ما لديها من مال وجواهر وعبيد، إلا أنّها لم تكن سعيدة ،وحين استشار الملك العرّافين ،نصحوه بأن تحضر مجالس المنادمة ،وتسمع الغناء وحكايات الرواة القصّاص ،ولم يلبث أن لاحظ الملك شدّة اهتمامها بالحكايات ،فصار كل من يعرف حكاية يأتي ويرويها في مجلسه ، وفي النهاية احتالت الفتاة على دارا لتأتي بحبيبها للقصر ،فعيّنه حارسا ،وصار العاشقان يتقابلان سرّا ، والملك لا يعلم بشيئ .
لكن لم يدم ذلك طويلا ،وأرسل " دارا " عددا من الحرّاس إلى مكان آخر ،ومن ضمنهم ذلك الفتى، واختفت أخباره فجأة عن لميس ،وحتى إبنتها لم تعد تسمع عنها شيئا ،فحزنت كثيرا ، ولأنّها كانت خائڤة أن يكون الملك قد علم شيئا ،فلم تكلمه عن فرزاد .لكن مرّت الأيّام وبدأت لميس تنسى حياتها الماضية ،وتتعوّد على حياة القصر ورغد العيش. وكان دارا رغم سوء طباعه وغلظته يحبّها ويفضّلها على سائر نساءه اللواتي كنّ يغرن منها ،ويحكن لها الدّسائس ،لكن لم تقدر أيّ واحدة أن تأخذ مكانتها في قلب الملك . وفي بعض الأحيان تتساءل لميس عن فرزاد، وأين هو الآن ؟ وعن البنيّة التي لا شكّ أنّها قد كبرت الآن، وكان الملك يعلم مقدار حبّها للحكايات التي تجعلها ټغرق في الأحلام ،وذات يوم أتاها ببنت صغيرة إسمها ميسون ،وقال لها :إن أعوانه وجدوها مع رجل يقوم بمسرح للعرائس، وهي تقصّ معه حكاية عن الجنّ والسّحرة ،فأحضروها لها لتسلّيها ،وأعجبت لميس بتلك البنت ،وصارت لا تنام او يغمض لها جفن حتى تقصّ لها ميسون حكاية من حكاياتها الرّائعة. إذ كانت الفتاة موهوبة في سرد القصص. ولمّا سألتها عن والديها، ذكرت لها انّها ليس لها والدين كبقية الاطفال. ،وربّتها إمرأة في دارها ،وكان لها إبن يحبّها كثيرا على عكس إخوته ،
وعلّمها القراءة والكتابة ،لكنّه إختفى ،ولم تعد تراه ،وحين ماټت المرأة، باعها أبنائها الآخرون لأنّهم كانوا فقراء ،وغير قادرين على نفقتها ،وبينما كانت جالسة مع غيرها من الصّبيان والبنات في سوق الرّقيق، جاء رجل غريب ،ورآها تقرأ في كتاب، فاشتراها لأنّها تعرف تقرأ وتكتب .
وأرادت الملكة ان تنمّي تلك الموهبة وتصقلها، فأوكلتها للكهنة تتعلم من معارفهم وخبرتهم في الكتابة والرسم ومزج الألوان، فأبدعت في ذلك،رغم صغر سنّها وصارت تؤلّف القصص والحكايات من وحي خيالها. ،وبعد مدّة تعلّقت بها لميس حتى أصبحت الملكة لا تنام إلا بعد سماع حكاية عجيبة من ميسون .مرّت الأشهر وهي على تلك الحال، وفي ليلة من الليالي ،قالت الفتاة للملكة : اليوم سأقرأ عليك حكاية وجدتها في ورقة مخفيّة داخل كتاب قديم ،وبعد أن سمعت الملكة بداية القصة، نهضت من فراشها ،وبدأت ترمق الفتاة وهي تتكلم ،وأحسّت أنّ كثيرا من التّفاصيل تشبه ما عاشته مع حبيبها فرزاد ،وكلّما تتوالى الأحداث يزيد قلق لميس ،ولم تقدر أن تمنع نفسها من إنتزاع الورقة منها ،وتمزيقها قطعا صغيرة ،وصاحت في وجهها :ستقولين لي من أعطاك تلك الورقة ؟ هل هي واحدة من زوجات الملك؟ هيا تكلمي !!! ....
تكملة القصة كاملة في أول تعليق