دريد بن مانع بن ثويني السعدون يكتب: صناعة تحصيل الديون
مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٣٠/سبتمبر/٢٠٢٤ ١٥:٤٠ م
فـــي بداية سلسلة مقالتـي القادمة أن شاء الله حرصت كل الحرص على أن اتناول موضوع نادر غيـر متداول كثيـراً فـــي السوق العُماني ذو طابع قانوني ومالـي واقتصادي مهم وذلك للتعريف به لعموم القراء من جهة ومن جهة أخرى لمساعدة المختصين الاقتصاديين من جهة أخرى.
حيث تعتبر صناعة تحصيل الديون جزءاً أساسياً من النظام المالي والاقتصادي فـــي أي دولة وحاجة ماسة لاي مجتمع.
فتهدف هذه الصناعة إلى استرداد الأموال المستحقة فـــي وقت استحقاقها من المدينين وتحسين السيولة النقدية للمؤسسات والأفراد في مدة زمنية قصيرة وبخبرة ومهنية عالية.
فـــي هذا المقال، سنستعرض بعض الجوانب الرئيسية لصناعة تحصيل الديون، بما فـــي ذلك أهميتها، والتحديات التي تواجهها، واهم الطرق والأساليب المتبعة فـــي هذا المجال.
أهمية تحصيل الديون:
لابد من الإشارة ولو بإيجاز عن أهمية تحصيل الديون في نمو و تطور الاقتصاد و نود ذكر اهم النقاط أهمية و كما يلي:
1. رفع مستوى السيولة النقدية:
يعتبر تحصيل الديون ضرورياً للمؤسسات التجارية، حيث يساعد فـــي استعادة الأموال المستحقة فـــي الوقت المناسب، مما يعزز من قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية وفـــي ذات الوقت يسمح لها بزيادة عدد عملياتها التجارية مما يؤدي ذلك إلى زيادة الأرباح وخفض نسبة الديون المعدمة التي تقيد على كونها خسائر مالية.
2. تعزيز الثقة:
عندما يتم سداد الديون بمواعيدها، فإن ذلك يعكس كفاءة المؤسسة التجارية فـــي إدارة مواردها المالية، مما يزيد من ثقة العملاء والمستثمرين فـي المؤسسات وقدرتها المالية على الاستمرار.
3. تقليل المخاطر المالية:
جود نظام تحصيلي حديث وقوي وفعال يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بتأخر المدفوعات، مما يساهم فـــي استقرار العمليات التجارية بين المؤسسات المالية والعميل وكذلك يساهم برفع تصنيف المؤسسة المالية وفقاً للأسس والمعايير المحاسبية المعتمدة.
التحديات فـــي صناعة تحصيل الديون:
1. المنافسة الشديدة:
تواجه شركات تحصيل الديون عالمياً منافسة كبيرة فيما بينها،مما يجعل من الصعب عليها الحفاظ على حصتها فـــي السوق و في اغلب الأحيان تكون المنافسة على سعر الخدمة مما يؤثر ذلك سلباً جودة العمل المتربط بتكلفة مالية تشغيلية عالية.
2. الإجراءات القانونية:
قد تتطلب بعض حالات تحصيل الديون اتخاذ إجراءات قانونية، وهو ما يمكن أن يكون مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً.
3. العلاقات مع العملاء:
يمكن أن تؤثر طرق التحصيل القاسية سلباً على العلاقات مع العملاء، مما يعزز من أهمية استخدام استراتيجيات تحصيل مدروسة ومبسطة من خلال المتابعة المستمرة.
طرق تحصيل الديون:
قبل الخوض فـــي تفاصيل الطرف والأساليب المستخدمة لتحصيل الديون من الضروري أن نتطرق الى أهمية دراسة الوضع الاقتصادي للمدين و ما هي الأسباب الحقيقية لتعثره بالسداد فـــي المواعيد المحددة للدين، كل ذلك يمنح محصل الديون الرؤية الحقيقية التـي من خلالها يتمكن من اتخاذ الطريق المناسب لتحصيل الدين والتي نوجزها بما يلي:
1. الاتصال المباشر:
يعد الاتصال الهاتفـــي أو الزيارات الشخصية من أكثر الأساليب فعالية فـــي تحصيل الديون. يتيح ذلك التواصل المباشر مع المدينين وفهم ظروفهم وتقديم مقترح إعادة جدولة الدين خلال مدة معلومة وفق لظروف العميل و بخطة مدروسة وضمان السداد .
2. المراسلات المكتوبة:
تستخدم الرسائل البريدية أو البريد الإلكتروني لتذكير المدينين بمواعيد استحقاق الديون، وغالباً ما تكون هذه الطريقة أقل تكلفة وأكثر انتشاراً.
3. استخدام التكنولوجيا:
تساهم برامج إدارة الديون وبرامج الذكاء الاصطناعي فـــي تحسين عمليات التحصيل من خلال تتبع المدفوعات وإدارة البيانات بشكل أكثر كفاءة وتنبيه العميل قبل حلول عود الدين وعند الحلول وبعد الحلول.
4. التفاوض:
فـــي بعض الحالات، يمكن أن يكون التفاوض حول شروط السداد وسيلة فعالة لتسهيل استرداد الديون خصوصاً إذا تبع ذلك تسجيله لدى الجهات القضائية لكي يعتمد ويكون بمثابته الحكم القضائي، وهذا ما سوف نتطرق له تفصيلاً لاحقاً وفقاً للقوانين العُمانية.
5. تقديم خطط سداد مرنة:
بعض الشركات تقدم خيارات دفع مرنة مثل الأقساط، مما يسهل على المدينين تسديد ديونهم.
6. التعاون مع وكالات التحصيل:
فـــي حال عدم نجاح الجهود الداخلية، يمكن التعاون مع وكالات التحصيل المحترفة.
7. الامتثال للقوانين:
الالتزام بالقوانين المحلية والدولية المتعلقة بتحصيل الديون يضمن أن العمليات تتم بشكل قانوني وأخلاقي.
8. التثقيف المالي:
تقديم ورش عمل أو موارد تعليمية للمدينين حول إدارة المال يمكن أن يساعد فـــي تقليل مخاطر الديون فـــي المستقبل وكذلك التنويه على وجود قائمة سوداء تصدر من البنك المركزي للشركات المرتجعة شيكاتها دون رصيد وهذا يعد عقاب اداري قانوني.
هذا تعتبر صناعة تحصيل الديون عنصراً حيوياً فـــي الاقتصاد، حيث تلعب دورًا رئيسيًا فـــي تعزيز السيولة المالية وتقليل المخاطر. ومع التحديات المتزايدة التي تواجهها هذه الصناعة، فإن الابتكار والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة سيكونان أمرين حاسمين لنجاحها فـــي المستقبل.
المقال بقلم:
دريد بن مانع بن ثويني السعدون
محام عليا ومحكم معتمد
مستشار قانوني مختص بتحصيل الديون
الأخبار ذات الصلة