من قصص تولستوي القصيرة
قصة بعنوان: رداء الملك الجديد
ترجمة: صياح الجهيم
كان هناك ملك يحب الملابس الجديدة. كان همه الأكبر أن يرتدي أفضل الملابس. وذات يوم جاءه خیاطان ماهران وقالا له:
- نستطيع أن نصنع لك ثوباً فخماً للاحتفال لم ير أحدٌ مثله.
ويمتاز هذا الثوب بأن الحمقى، والموظفين الذين ليسوا في مستوى وظائفهم لا يمكنهم أن يروه، أولو الفكر النابهون يرونه، أما الأحمق فليس بوسعه أن يرى رائعتنا الفنية، ولو كان الذي يرتديها بجنبه!
فرح الملك فرحاً عظيماً بعَرْض الخياطين وأمرهما بأن يصنعا ذلك الثوب. أُعطيا مشغلاً في القصر. وقُدّم لهما المخمل والحرير، الأشرطة الذهبية، وكل ما يلزم.
بعد أسبوع، أرسل الملك وزيره يستعلم: هل أصبح الثوب جاهزاً؟ ذهب الوزير للقاء الخياطين وسألهما إن كانا قد انتهيا من عملهما. أجابا:
-الثوب جاهز. وهذا هو!
ولم يُريا الوزير شيئاً. تظاهر الوزير ـوكان قد سمع بأن الحمقى، والموظفين والذين ليسوا في مستوى وظائفهم لا يُمكنهم أن يروا الثوب- بأنه رآه وأثنى عليه ثناءً عظيماً.
أمر الملك بحمله إليه، فحمل إليه: ما قدم إليه ليراه لم يكن شيئاً على الإطلاق. وتظاهر الملك بدوره كأنه قد رأى الثوب الجديد. فخلع الثوب الذي كان يرتديه وأمر أن يُلْبَسَ الثوب الجديد. ثم مضى يتنزه في المدينة.
رأى الجميع بأعينهم أن الملك ينتزه دون ثياب. لكن لم يجرؤ أحد على أن يعلن له عن أنه لا يرى أثراً للثوب الجديد، لأنهم سمعوا جميعاً أن الحمقى وحدهم هم الذين لا يمكنهم أن يروه. وكان كل واحد يفكر بینه وبين نفسه:
-«من جهتي، لستُ أرى شيئاً، أما الآخرون فهم يرون، دون شك، ثوب الملك الجديد».
وهكذا كان الملك يطوف المدينة عارياً، وسط شعب كان مذهولاً من جمال ثوبه الجديد. وفجأة شاهد الملك رجل متخلف عقلياً، فصاح:
-انظروا! انظروا! هو ذا الملك يسير في الشوارع بلا ثياب.
أحس الملك فجأة بالخجل من أنه عار واعترف كل واحد بأن الملك لم يكن يرتدي ثياباً.
~تمت~
تعقيب:
هي حال البلد مع خطط عارية ومشاريع فاشلة، لكن وافق عليها الملك وصفق عليها من حوله، واقتنع الشعب أن هذه الخطط أعظم من أن يفهمها، فتكشفت سوءة الواقع البائس لكن الجميع أعمى، ولحين وصول مجنون يصرخ في الناس أن افتحوا عيونكم، سيبقى الحال على ما هو عليه.
#عين_على_أدب_تولستوي
نقلها: Mahmoud Ahmed