البلدية تمنع الخدمات عنها بحجة «التنقيب»... والشرطة حاولت منع القراءة فيها
أهالي مدينة حمد: طالبنا 26 عاماً بأرض لمأتم فأعطونا قطعة أثرية بداركليب
الوسط - محرر الشئون المحلية
الأهالي في الأرض الممنوحة لمأتم ومسجد الإمام علي
الهادي (ع) قال عدد من أهالي مدينة حمد لـ «الوسط» أمس إنهم وبعد مطالبة بأرض لبناء مأتم استمرت منذ تأسيس المدينة قبل 26 عاماً قررت الحكومة قبل 6 سنوات فقط أن تضع حدا لمطالبهم وتمنحهم أرضاً لبناء مأتم عليها. واستدركوا «غير أن هذه الأرض الواقعة جغرافياً في قرية داركليب لم تضع حداً لمعاناة الأهالي، فالأرض الممنوحة بقت لفترة من الزمن لا سبيل للوصول إليها إلا بالدخول قرية داركليب لولا افتتاح شارع جديد من الدوار 20 إلى داركليب يمر بالأرض الممنوحة التي تعتبر بحسب وزارة الثقافة تقع ضمن الأراضي الأثرية الأمر»، الذي فتح فصلاً جديداً من المعاناة، بحسب قول الأهالي.
وأضافوا «على رغم محاولات الأهالي المطالبة بمنحهم أرضاً أخرى تقع في منتصف مدينة حمد ليتمكن جميع الأهالي من الوصول لها والاستفادة منها إلا أن مطالباتهم لم تصل إلى أية نتيجة وبقى الوضع على ما هو عليه فقرروا الموافقة على الأرض خوفاً من أن تضيع بالإضافة إلى الاستمرار في المطالبة بأرض أخرى تقع في منتصف المدينة».
وأوضحوا في حديثهم أنه «بذلك بدأ فصل جديد من فصول المطالبة ببناء مأتم لأهالي مدينة حمد، إذ تواصلت المراسلات والاتصالات من أجل البدء في تنقيب الأرض الممنوحة التي تم تخصيصها لبناء مسجد ومأتم الإمام الهادي (ع) ليتمكن الأهالي من البدء في البناء، إذ إن الأرض تقع وسط التلال الأثرية التي تعتبر سابقا امتداداً لتلال عالي، وعلى رغم كثرة المطالبات والإلحاح إلا أن جميع المطالبات وصلت إلى طريق مسدود». وتابعوا «حينها فقط قرر الأهالي وضع خيمة ومحاولة البدء فيها وخصوصا بعد يأسهم من تجاوب الوزارات، فتم وضع خيمة والاتصال بالجهات المعنية لتوفير الكهرباء والماء، وبقت الخيمة لشهور من دون ماء أو كهرباء ولم تنجح هذه المحاولة أيضا إذ لم تتجاوب البلدية مع الأهالي بحجة أنها أرض آثار ولم يتم التنقيب بها بعد؛ الأمر الذي دفع الأهالي للتفكير الجدي في وضع كبينة وتجهيزها بكامل الحاجات اللازمة».
وأكمل أهالي مدينة حمد «فعلاً بدأ العمل حثيثاً، إذ تم وبإمكانات بسيطة وضع كبينة صغيرة وببركة التبرعات العينية والنقدية اكتمل جزء كبير من التجهيزات، ومع اقتراب شهر محرم تم إنجاز العمل بالكامل على رغم التجهيزات المتواضعة، ولم يبق إلا الخطيب، وكذلك لم يبق مع الأهالي أي مبلغ».
ويقول أحد القائمين بالعمل: «بتنا جميعا ونحن بين الخوف والرجاء غير أن التبرعات العينية انهالت علينا مع أول ليالي شهر محرم الحرام فبعد أن كنا نعتزم القراء في عشرة محرم فقط أتتنا من التبرعات والنذورات ما جعلنا نستمر في القراءة الحسينية حتى نهاية شهر صفر، وها هي القراءة مستمرة ليلياً بالكبينة بالإضافة إلى أنها مفتوحة أوقات الصلاة».
واستدرك الأهالي مجدداً «غير أن الوضع لم يستمر على هذه الصورة حتى النهاية، ففي الخامس من محرم الحرام تلقى العضو البلدي جعفر شعبان اتصالاً من مركز الشرطة يبلغه أنه عليه فض التجمع في الكبينة وبعد استفساره عن الكبينة المقصودة اتضح أن الكبينة تقع ضمن الدائرة الثامنة التي يمثلها العضو البلدي ورئيس المجلس البلدي الشمالي علي الجبل، وفعلاً تلقى علي الجبل اتصالاً في الليلة نفسها يطالبه بفض التجمع وإلا فإنهم سيفضّون التجمع بأنفسهم، إلا أن الجبل أكد لهم أن الأهالي يملكون جميع الوثائق والمستندات التي تثبت أن هذه الأرض مخصصة لبناء مسجد ومأتم وأنهم لم يقوموا بأية مخالفة، وإن أية محاولة لتفريق التجمع ستعتبر غير قانونية. وبعد شد وجذب انتهت المكالمة واستمر مسجد ومأتم الهادي (ع) بالدوار 20 في نشاطه، واستمر الأهالي في المطالبة بتنقيب الأرض بالإضافة إلى المطالبة بمأتم يقع في منتصف المدينة يخدم جميع الأهالي».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3046 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ