تسليح الخدمات!
الحساب الختامي للعام 2009 الذي يستعد مجلس النواب لمناقشته يشير إلى أن الموازنة كانت العام الماضي عاجزة، إذ وصل إجمالي العجز فيها إلى446 مليون دينار، وهو الأمر الذي حدث عكسه في العام 2008 إذ كانت الموازنة العامة بها وفر (فائض) يصل إلى 372 مليون دينار.
الحساب الختامي لموازنة 2009 يشير إلى أن 30.4 في المئة من مجموع المصروفات المتكررة كانت من نصيب الأمن والدفاع، فالتسليح وحده استخدم مصروفات إضافية غير مسجلة في الموازنة المعتمدة من قبل السلطة التشريعية تصل إلى 72 مليون دينار، هذا فضلاً عن موازنة التسليح المعتمدة رسمياً.
يتزايد استنزاف الموازنة للصرف على الأمن والدفاع، سنة بعد سنة، سواء في الاعتمادات الأساسية أو الاعتمادات الإضافية غير المسجلة، هذا في الوقت الذي تزهد فيه الوزارات الخدمية عن استخدام 38 في المئة من الموازنة المرصودة لمشاريعها، فوزارة التربية والتعليم صرفت فقط %20 من موازنة مشاريعها على الرغم من زيادة أعداد الطلبة بما يزيد عن 11 في المئة، فيما تزهد وزارة الصحة في استخدام 51 في المئة من موازنة مشاريعها، على الرغم من الحاجة الملحة في تطوير وتوسعة القطاع الصحي، إذ يصل الحال به إلى أن قائمة انتظار الأسرّة في مجمع السلمانية الطبي تصل في بعض الأيام إلى قرابة الـ 100 مريض من دون سرير بينهم حالات خطرة!
وحتى وزارة الإسكان التي تحتفظ بـ 50 ألف طلب إسكاني في أدراجها الحصينة، زهدت في 17 مليوناً من مجموع 101 مليون دينار تم تخصيصها لمشاريعها في 2009، وكذلك وزارة الأشغال زهدت في أكثر من 41 مليون دينار من موازنة تطوير البنية الأساسية، فهي لم تصرف من موازنة المشروعات المخصصة لها والبالغة 169.3 مليون دينار إلا 128 مليوناً؛ لأن بنيتنا التحتية عال العال!
كل وزاراتنا الخدمية زاهدة تحرص على أن تنتهي السنة المالية بفائض يبيِّض وجه الوزير، إلا وزارتنا الأمنية فهي تستنزف كل موازنتها المعدة لها رسمياً، وتضيف عليها ما تشتهي من ملايين غير مسجلة، ولسنا في حاجة للخوض في بعض القضايا، ولكن يحق لنا على الأقل الخوض في أسرار الوزارات الخدمية التي تزهد في الارتقاء بخدمات المواطنين، وكأنها تدخل في سباق للادخار!
عقيل ميرزا
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3034 - الإثنين 27 ديسمبر 2010م الموافق 21 محرم 1432هـ