حراك «الوفاق»الإنتخابي ... فوز للبحرين
في يوم الانتخاب كان حراك الناس رجالاً ونساءً على اختلاف أعمارهم، شاهداً حقيقياً على إرادتهم التي لم يوقفها الشعور بالمرارة ولا يثنيها اليأس، هذا النزيف البشري الذي لبى النداء وأكد على حضوره، يعكس تماماً وعي شعب أراد أن يبرهن أنه اختار وفق إيمانه وقناعته ووعيه وإداركه أن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
جرى هنا في البحرين حراك انتخابي، فالانتخابات في حد ذاتها عملية لصنع القرار، يقوم بها الشعب باختيار فرد منهم لمنصب تمثيلي، هناك جدل واسع، واختلاف بين فقهاء القانون حول الاعتبار القانوني للانتخاب كونه حقاً أم واجباً، فيرى بعض القانونيين على أن الانتخاب حق على حد رؤية المفكر الفرنسي جان جاك روسو، الذي يرى في التصويت حق لا يمكن انتزاعه من المواطنين، وأما من يراه واجب أو وظيفة فيستند إلى مبدأ سيادة الأمة، وعلى هذا الأساس فإن للأمة سلطتها من خلال إجبار وإلزام الناخبين على الانتخاب وجعل التصويت إجبارياً.
هنا في البحرين ما الذي يدفع البعض إلى الإدلاء بصوته أو الامتناع عنه؟ وهل نتائج الانتخابات تعكس الواقع؟
من المعروف أن «الوفاق» حصلت على فوز برهنت على أنها جمعية سياسية ذات وزن ثقيل في البحرين، وحسمت خيارها نحو المشاركة للمرة الثانية، وتحدت كل الصعاب رغم الهجوم المسيس اتجاهها، إذ بيدي لا بيد عمرو تسابقت بعض وسائل الإعلام للنيل من كل مخلص لبلاده ولشعبه.
العمل الحزبي دليل على حضارة الشعوب، ولا تستقيم الديمقراطية في المجتمع إلا بالتمسك بمفاهيم وأساليب العمل الحزبي، فالأحزاب في عملها وصيرورتها تخضع لاعتبارات عدة أبرزها: أهداف الحزب وتطلعاته ومبادئه للعمل السياسي، والنظام السياسي، وجماهير الحزب وقاعدته الشعبية. الوفاق كجمعية سياسية تتعامل بالحس الحزبي في تكوينها وطرحها للبرامج والرؤى السياسية وتعمل في هذا الجانب بكل شفافية وضوح بعيدة عن العمل السري والاحتكام إلى المصالح أحادية الجانب.
في عملنا السياسي ربما نخفق وربما نصيب، لا احد يمتلك الحقيقة كاملة، لكننا نؤمن بوجهات النظر وبالتعددية، لأنه السبيل للحراك والتغيير، وفي ذلك كله فهي لا تخرج عن الأطر الأخلاقية، إذ الإسلام والوطن منطلق نهجها.
«الوفاق» تنطلق من أن عروبة البحرين واستقلالها من الثوابت، وسيادة البحرين على أراضيها شاركت وتشارك فيه بفعالية ومن دونأية مساومات. و «الوفاق» تسعى ل طوير النظام السياسي من اجل الوصول به إلى مزيد من الشراكة من خلال التعاطي الإيجابي مع الواقع السياسي، وهي تتحرك في عملها السياسي امن خلال الفرص المتاحة من اجل تنمية الإصلاح، فكان ذلك لزاماً عليها الدخول في برلمان 2010، والعمل من تحت قبته للصالح العام، يحدوها في ذلك مصلحة المواطن والوطن.
لقد استطاعت «الوفاق» من خلال عملها في المجلس السابق أن تحقق بعض الإنجازات، وهي إلى جانب ذلك تحاول بشكل كبير حلحلة الملفات بالقدر الذي تستطيعه، إذ البرلمان أداة من أدوات التعاطي السياسي وليس كلها، ومن الغبن اختزال العمل السياسي بداخله.
«الوفاق» تنظر إلى المجتمع المدني بإيجابية شديدة على أساس فاعليته، لذا فهي تتبني قضاياها بمسئولية كبيرة، حاملة على عاتقها همومه ومشاكله، ساعية في تنميته، تدافع عنه بأفضل ما يمكن، ولم تهادن يوماً، ولم تستكين ساعة، مشرعة أبوابها للجميع.
حراك «الوفاق» الانتخابي فوز للبحرين أولاً وأخيراً، لأن البيئة التي تستطيع إشرا ك مختلف الفئات في صناعة القرار هي بيئة ناجحة، وهي «ديرة» فائزة، ... و«ديرتنا نحميها»
رملة عبد الحميد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2977 - الأحد 31 أكتوبر 2010م الموافق 23 ذي القعدة 1431هـ