انتهاء سنوات (اليد الحرة) لإسرائيل في المنطقة.!!
بعد محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية الظهور بمظهر اللا مبالي بالثورة الشعبية في مصر في أيامها الأولى حيث أمر وزراءه بعدم تناول هذه الثورة من قريب أو بعيد.. غير أنه بعد مرور أيام قليلة على ثورة ميدان التحرير فتح الباب على مصراعيه للبحث في أخطار الثورة وارتداداتها على إسرائيل والأخطار المحيطة بالاتفاقات المعقودة مع مصر وخصوصًا مدى خوف إسرائيل الحقيقي والمتصل بفقدان السياسة المصرية لمناعتها بالحفاظ على الوضع الراهن. وهي سياسة سهلت الأمور على حكومات إسرائيل المتعاقبة فكان تأييد النظام في مصر لحصار غزة والحرب على العراق والعدائية الزائدة وغير المبررة لإيران والإجراء المرهق للتفاوض العقيم بين الفلسطينيين وإسرائيل.
إسرائيل كانت المستفيد الأول والوحيد من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ويكفي للتدليل على ذلك أنه عند توقيع الاتفاقية كان عدد المستوطنين اليهود في الأراضي العربية المحتلة عشرة آلاف مستوطن وأصبحوا الآن أكثر من 300 ألف مستوطن، ما يعني في المحصلة النهائية أن توقيع الاتفاقية شكل خللاً خطيراً في معالجة القضية الفلسطينية، إلى حد أن بعض مراكز الأبحاث الغربية والإسرائيلية اتفقت على تسمية السنوات الواقعة بين توقيع اتفاق كامب ديفيد ونجاح الثورة المصرية في (25 يناير) عصر اليد الحرة لإسرائيل في المنطقة.
ويبدو واضحًا بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن على اتفاقية السلام تلك أن إسرائيل غير مهتمة بالسلام ولا تعرف مفرداته ما دام الاتفاق حقق لها حرية العدوان في أي اتجاه بعد أن أحبط كل تفكير في أي عمل عسكري ضد إسرائيل في الوقت الذي لم يؤثر في إمكانية العدوان الإسرائيلي القائم ضد أي بلد عربي في أي زمن تشاء وعلى أي جهة تريد فقد غزت لبنان حتى عاصمته بيروت في العام 1982وأتبعته بسلسلة الاعتداءات حتى عدوان 2006 وكذلك حربها المدمرة على غزة في العام 2008، فلا يهمها بعد ذلك أن يوصف سلامها مع مصر سواء أن كان هزيلاً أو هشًا أو باردًا أو هرمًا المهم أن هذا السلام نال من بنية الأمة وشعوبها وكرامتها خللاً واستهانة بالمواطن العربي ويكفي أن تستفتي الثائرين في ميدان التحرير كي يجمعوا على أنهم ثاروا لاسترداد كرامتهم ضد نظام استهان بمقدراتهم ووجودهم وأن ثورتهم لا تخضع لحسابات السوق سواء أكانت مكسبًا أو خسارة بل هدفها استرداد الكرامة الضائعة أمام أنفسهم وأمام شعوب العالم والتي استحضرت كينونتها وطبيعتها تحت شعار (ارفع رأسك أنت مصري) إلى جانب تحقيق نتائج ثلاثة، الأولى: ليس من المعقول أن توافق السلطة المصرية الجديدة في لعبة استنزاف الكرامة، أما الثانية: فإنه يستحيل على الفلسطينيين الموافقة على ثلاثين سنة أخرى من الإذلال، وثالثًا: لن توجد أي دولة عربية تتبنى النموذج المصري أو غيره لتوقيع اتفاق سلام منفرد مع إسرائيل.
مفيد عواد*
كاتب فلسطيني
_________________
نحن انصار حر كة جعفر الخابوري الثقافيه