حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الاسلاميه

احدر ان يصيبك فيروس الحقيقه فتشقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آليات التغيير .. بين باريس ولندن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السفاح
مشرف
مشرف
السفاح


عدد المساهمات : 107
تاريخ التسجيل : 11/11/2010

آليات التغيير .. بين باريس ولندن Empty
مُساهمةموضوع: آليات التغيير .. بين باريس ولندن   آليات التغيير .. بين باريس ولندن Icon_minitimeالثلاثاء مارس 01, 2011 3:48 am

آليات التغيير .. بين باريس ولندن

كتب فيلسوف غربي كبير، واصفاً لحظة حاسمة من تاريخ العالم الحديث(1789-1799)، قوامها العقد المؤشر بين السنتين أعلاه، والمحصور بين عاصمتين اوروبيتين عظميين قلبتا مصير العالم فيما بعد، إذ لاحظ أنه: "بينما كانت لندن تقرأ الروايات القوطية Gothic Novels، كانت باريس تحيا عصر الثورة في ذروته". كان هذا المؤرخ بهذه المقولة يحاول أن يؤشر "حركة" التاريخ بين قطبين، هما: الحركة التطورية التدريجية (لندن)، والحركة الإنقلابية الجذرية (باريس)، في محاولة لتتبع طبيعة التغييرات العظمى التي آلت بنا إلى عالم اليوم.
من هذه الحال، أو من هذا البون الذي يصعب تجسيره تنبع حقائق الفعل الإنساني الجماعي بداخل تيار الزمن، بين الماضي والمستقبل عبر الحاضر. لقد اختزل العقل الغربي حال التغير، الذي لا يمكن لأحد أن يوقفه، بين كلمتين متقافيتين، هما: Evolution، وتعني التطور التدريجي المتواصل الذي يشمل تأثيره جميع الكائنات والموجودات بلا استثناء، والثورة Revolution، وتعني "الإنقلاب" الكامل للأحوال الاجتماعية والسياسية والفردية. لذا يستخدم الفيزيائيون كلمة Revolution، بطريقة تختلف عن استخدامها لدى رجال السياسة ونقاد التاريخ، فالفريق الأول يستخدمها لتأشير الدورة الكاملة للعجلة، فيقولون، مثلاً، عشرون دورة في الثانية؛ بينما يوظفها الفريق الثاني لتأشير التغيرات السياسية والاجتماعية الكبرى التي تقلب "الوضع الراهن" Status quo رأساً على عقب، كما تهبط نقطة القمة المؤشرة على محيط العجلة إلى النقطة الدنيا في حال دوران العجلة دورة كاملة.
بضمن هذا السياق يمكن أن نلاحظ مايلي: أن باريس، كناية عن فرنسا وممثلة لها، إنما عاشت التغيير التاريخي على نحو عنيف منذ لحظة تحطيم حصن الباستيل وتوجه الجماهير الغاضبة إلى قصور آل بوربون وإلى حلفائهم من رجال الكنيسة والإقطاعيين ليضعوا حداً "للنظام القديم"، المتبقية رواسبه من عصر الإقطاع الوسيط، عبر تدوير عجلة المقاصل في ساحات باريس وضواحيها 24 ساعة يومياً وعلى نحو متعام أكل الأخضر واليابس وابتلع الآلاف من الرقاب البريئة التي كانت كلمة واحدة كافية لقطعها أمام الجمهور الذي كان مغموراً بأنواع العواطف الانتقامية الهستيرية درجة التصفيق بشيء من الانتشاء واللذة لحظة تدحرج رأس الضحية على خشبة المقصلة.
لقد صار صوت تدحرج الرؤوس المقطوعة على أرضية المقصلة جزءاً من "سمفونية فرنسية" يومية، سمفونية تختلف كثيراً عما تشتهر به باريس اليوم من سمفونيات وفنون راقية، إذ كان من معطيات الغليان الانفعالي للجمهور أن نصبت محاكم فورية مزيفة تقوم باصدار أحكام قطع الرؤوس على نحو "ثوري" بواقع رأس كل بضع دقائق. وهكذا ابتلع جوف الثورة والفوضى النهم رؤوساً "أينعت ولم يحن قطافها"، إذا ما استعرنا كلمات الحجاج، الوالي الأموي على العراق، إذ دارت ماكنة الموت الشهيرة باسم "المقصلة" بكل طاقاتها "حاصدة" رؤوس أعداد كبيرة من النبلاء والإقطاعيين والصناعيين وجلاوزة النظام المنهار، زيادة على "معارضي الزحف الثوري" من السياسيين والمستفيدين من الأوضاع السابقة للثورة. وهكذا تواصل التهام المقصلة المخيفة كل الرؤوس حتى صار مشهد فصلها عن أجسادها مشهداً يومياً باريسياً معروفاً.
بيد أن نهم المقصلة، مدفوعاً بالثوريات وببلاغيات خطابها التحريضي العاطفي أو الهستيري، لم يقف عند حد، إذ كانت الجماهير "السادية" آنذاك تحتفي بشيء من التلذذ والانتشاء كلما تم الإمساك بواحد أو واحدة من "المتهمين" على سبيل "العناية الفائقة" به أو بها ثم إرساله أو إرسالها إلى أيدي صاحب أكثر الوظائف رواجاً حقبة ذاك، اي منفذ الإعدام، حيث اعتاد هذا الرجل أن يرتدي ملابساً سوداء مرعبة، مغطياً رأسه بكيس مخروطي مرعب. وبقيت المقصلة تقطع رحلاتها المتتالية بين صعود ونزول حتى لم يعد هناك من يلبي طلبات "الجماهير" كي "يحظى" بقطع الرأس. لذا اتجهت العواطف الثأرية والتمردية إلى رجال الثورة الفرنسية أنفسهم، بل وإلى منظريها ومؤيديها حتى كادت المقصلة تأتي على رأس أحد صنّاع التاريخ الفرنسي والأوروبي عامة، وهو "الملازم" نابليون بونابرت. من هنا انطلق القول المأثور إن: "الثورة تأكل رجالها".
وعلى نحو معاكس لما كان يجري بباريس، كانت هناك "ثورة" أخرى تدور في مكان قريب، ولكن من نوع آخر، هي الثورة التي كانت تتفجر في لندن وسواها من المدن البريطانية: إنها الثورة الصناعية التي، برغم إفرازاتها الاجتماعية والسياسية القبيحة والخطيرة ـ بقيت "ثورة" ندرسها في كتب التاريخ سوية مع دراستنا للثورة الفرنسية.
ثمة حكمة تكمن بين هذين القطبين، وهي: أن التغير والتغيير لابد منهما وإنهما سائران ومتواصلات بتوازِ على قدم وساق ما دام الزمن جارِ، ومادامت الكائنات تخضع لقانون الوجود الذي اكتشفه الفيلسوف الإغريقي أرسطو Aristotle عندما لاحظ أن كل الموجودات ترضخ لقانون التحول المستمر الذي اطلق عليه اسم The State of Becoming أي حال الاستحالة والتغير الدائم التي تتجسد، عند أرسطو، في ثلاث نقاط، هي: (1) البداية؛ (2) الوسط؛ (3) النهاية، كما كانت عليه حال الأبطال المأساويين في التراجيديا الإغريقية، وكما هي عليه حال تواريخ الأمم والإمبراطوريات، وكما هي عليه حال الكائن الحي، إنساناً كان أم نباتا!

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي





_________________
نحن انصار حر كة جعفر الخابوري الثقافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آليات التغيير .. بين باريس ولندن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احذروا وسيله جديده لنشر مرض الإيدز قد يقع فيها احدنا دون ان يعلم هذا الموضوع لن يأخذ الكثير من الوقت لكنه مهم، الحادثة حصلت في باريس، وقد تحصل في اي وقت بأي مكان أخر قبل بضعة من الاسابيع وبالتحديد في السينما في باريس، احست احدى الفتيات بوخز في المقع...د،و
» احذروا وسيله جديده لنشر مرض الإيدز قد يقع فيها احدنا دون ان يعلم هذا الموضوع لن يأخذ الكثير من الوقت لكنه مهم، الحادثة حصلت في باريس، وقد تحصل في اي وقت بأي مكان أخر قبل بضعة من الاسابيع وبالتحديد في السينما في باريس، احست احدى الفتيات بوخز في المقع...د،و
» زعامة التغيير
» شريف والمراهنون على التغيير‮! ‬
» ناشطون: مقتل 100 محتج بدرعا جانب من الاحتجاجات في سوريا (أ ف ب) درعا، دمشق، باريس، نيقوسيا: رويترز، أ ف ب 2011-03-24 3:41 PM أوضح مسؤول في المستشفى الرئيس بمدينة درعا السورية اليوم (الخميس 2011/03/24) أن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه :: لجنة الخابوري للدفاع عن حقوق الا نسان-
انتقل الى: