البحرين في 14 فبراير من كل سنة
إن البحرين ليست مجرد قطعة أرض أو مساحات فضاء. إن البحرين ذاك الإحساس بالأمان المتجذر في أعماقنا، هي ذلك الحب الذي لا يتوقف والعطاء الذي لا ينضب وهي الوطن الحاضن للماضي والحاضر الذي أحببته منذ الصغر، هي الإحساس بالانتماء والالتفاف حول هذا الوطن ومليكه.
هذا أقل ما يقال في حق البحرين بمناسبة يوم ميثاق العمل الوطني.
يعد ميثاق العمل الوطني الذي يصادف 14 فبراير/ شباط، حجر الزاوية، إذ أكد عروبة وثقافة البحرين الإسلامية، وكان نقطة الانطلاقة للتغييرات السياسية التي شهدتها البحرين من بعده. كما أنه نقل البحرين نقلة تاريخية في مسيرة العمل الديمقراطي، ونظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
لقد تناول ميثاق العمل الوطني وبعناوين بارزة نلامس ثمارها اليوم على المستوى الديمقراطي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، منها ما جاء في الفصل الأول، المقومات الأساسية للمجتمع، وأهداف الحكم، وكفالة الحريات الشخصية والمساواة، وحرية العقيدة، وحرية التعبير والنشر، ونشاط المجتمع المدني، والأسرة أساس المجتمع والعمل واجب وحق، والتعليم والثقافة والعلوم.
نعم كل تلك المرتكزات جاءت بهذه الوثيقة التي وللأسف مازال البعض يغض النظر أو يتغافل عنها.
كما واكبت هذه النقلة صدور مرسومين في 18 فبراير/ شباط 2001 بموجبهم تم إلغاء قانون أمن الدولة ومحاكمها، وسبق ذلك إصدار قرار في 5 فبراير 2001 بالعفو الشامل عن المعتقلين السياسيين وعودة المعارضين المنفيين الذين شملهم العفو، وبهذا تم وضع الأساس للمسيرة الوطنية، وتم تعميق اللحمة على أساس القانون واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين، وفتح الباب واسعا لتأسيس منظمات المجتمع المدني، التي من بينها منظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى تأسيس الجمعيات السياسية والسماح بإنشاء النقابات العمالية التي كانت محظورة سابقا، وتم تأسيس محكمة دستورية للرقابة على دستورية القوانين واللوائح، وبعد كل ذلك ألا يحق لنا أن نحتفي بهذا اليوم الذي يعد نقلة في تاريخ البحرين الحديث؟
يعد العمل الديمقراطي منظومة متكاملة دائماً ما تحتاج للتطوير والتجديد، ولكننا بهذا العمل قد حققنا الأهم وهو وضع حجر الأساس الذي من خلاله يمكننا البناء عليه.
ونحن نستذكر كل ذلك فهو من باب التذكير، فالذكرى تنفع المؤمنين، كما جاء في سورة الغاشية الآية 21 «فذكر إنما أنت مذكر».
هناك أيام عديد بالبحرين يتم الاحتفاء بها وهي عزيز على قلوبنا ولكنها ليست كيوم ميثاق العمل الوطني على الأقل في وجهة نظري، لما تضمنه هذا اليوم من تبييض السجون وما تلاه ونظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بنية صادقة من لدن جلالة الملك المفدى.
والسؤال هنا ألا يحق لنا أن نفرح؟
ألا يحق لنا أن نبني على ما تم تأسيسه؟
ولِمَ يتم العمل دائما على تضييق فرحة المواطنين في كل مناسبة وطنية حتى أصبح تقليداً أعمى لدى البعض؟.
وهنا نقول إن أمن الوطن لا حياد فيه ولا وسطية فالحفاظ على الديمقراطية والتنمية واستمرارية تأمين العمل للموظف والعامل والطبيب وحفظ المال العام والخاص، لم يتم إلا بنعمة الأمن والاستقرار الذي توفره الدولة فلا تهاون ولا جس نبض بهذا الخصوص، فالبحرين للجميع دون استثناء وتتسع الجميع.
إن ما سبق لا يعني أننا بلغنا الكمال بل علينا العمل ثم العمل للوصول لما فيه خير البلاد وأجيالنا القادمة.
إن البحرين عصية بمواطنيها ودرع حصين بميثاقها الذي ارتضاه شعبها يوم 14 و15 فبراير 2001 الذي أظهر موافقة الشعب عليه بنسبة 98.4 في المئة بمشاركة وصلت إلى 90.3 في المئة.
ففي هذا اليوم سنغني وننشد ونردد أجمل عباراتنا، ليشهد العالم أن ميثاق العمل الوطني وحد القلوب والأرض والشعب، وسنردد أغنية الهولو وإليامال وأحبك يا وطني، بصوت وقلب واحد.
فلنعش حلاوة هذا اليوم سويا ونسطر أحلى عبارات الحب لوطننا ولنتشارك فرحة ذكرى هذا اليوم، فنحن للوطن وبالوطن نكون، أطفال درسنا وترعرعنا وطلاب درسنا وسهرنا موظفون أينما كنا حملنا أمانة البحرين ورفعتها وتقدمها بإخلاص، أخلاص أمام الله وفي أقوالنا وأفعالنا. إن يوم توافقنا بالعهد الذي ارتضيناه «ميثاق العمل الوطني»، أمام الله والملك لهو خط أحمر لونه بلون علمنا ودمائنا، وتوافقنا على نظام الحكم لا يقبل المساومة، والعزة لله عز وجل وعاش الملك راعي البحرين الحديثة والمجد للوطن ودونه الأرواح ترخص.
أحبك يا وطني...
سلمان ناصر
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3078 - الأربعاء 09 فبراير 2011م الموافق 06 ربيع الاول 1432هـ