سورية: آلاف المتظاهرين وسقوط قتلى خلال «جمعة الشهداء»
أكد شاهد وناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان أن 9 أشخاص على الأقل قتلوا أمس الجمعة (1 أبريل/ نيسان 2011) وأصيب العشرات بنيران قوات الأمن السورية خلال تظاهرات في مدينة دوما شمال دمشق، وأن شخصاً سابعاً قتل في محافظة درعا.
وقال شاهد من دوما عبر الهاتف إن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد دوما بعد صلاة الجمعة بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق النار عليهم. وأفاد الشاهد أن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة، إلا أنه أورد أسماء أربعة أشخاص فقط. وفي دمشق، لم يتمكن مسئول سوري من تأكيد سقوط قتلى.
جاء ذلك بعد أن دعا محتجون سوريون للمرة الثالثة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة فيما أسموه بـ «جمعة الشهداء»، وذلك بعد يومين على خطاب الرئيس بشار الأسد الذي لم يعلن عن إجراءات إصلاحية محددة لتهدئة حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
تظاهرات في شمال شرق سورية للمطالبة بإطلاق الحريات
دمشق، عمّان - أ ف ب، د ب أ
تظاهر مئات الأشخاص في شمال شرق سورية التي يشكل الأكراد غالبية السكان فيها الغالبية للمرة الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سورية، للمطالبة بإطلاق الحريات.
وقال رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان الناشط، رديف مصطفى إن «مئات الأشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا (700 كيلومتر شمال شرق دمشق) مطالبين بإطلاق الحريات». وأشار إلى أنها «المرة الأولى التي تجرى فيها تظاهرات» في هذه المنطقة منذ بدء التجمعات في سورية في 15 مارس/ آذار.
وأضاف مصطفى أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها «نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط» وهتفوا «الله سورية وحرية وبس» و «سلمية سلمية». وتابع مصطفى «أن قوات الأمن لم تتعرض لهم إلا أن بعض سائقي الدراجات موالين قاموا باستفزاز المتظاهرين مما دعاهم إلى التفرق تفادياً للانزلاق إلى صدامات».
وأشار إلى «تظاهرة في الحسكة قام بها نحو مئتي شخص». وأوضح أن «الأمن قام بتفريق» هذه التظاهرة «من دون حدوث اعتقالات».
وتأتي هذه المظاهرات غداة إعلان السلطات السورية نيتها دراسة أوضاع نحو 300 ألف كردي محرومين منذ نصف قرن من الجنسية السورية. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت أن الرئيس السوري، بشار الأسد وجه «بتشكيل لجنة لدراسة تنفيذ توصية المؤتمر القطري العاشر المتعلقة بحل مشكلة إحصاء العام 1962 في محافظة الحسكة».
ويفترض أن تنهي هذه اللجنة «دراستها قبل 15 أبريل/ نيسان 2011»، بحسب الوكالة. وفي 1962 حرم عشرون في المئة من أكراد سورية من الجنسية السورية نتيجة إحصاء مثير للجدل بحسب منظمات حقوقية.
وانتشرت قوات الأمن السورية بأعداد كبيرة حول المساجد في جميع أنحاء سورية وسط دعوات من جماعات المعارضة السورية للتظاهر بعد صلاة الجمعة.
وصرح شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) « تم فرض إجراءات أمنية مشددة في كافة المناطق وحتى في دمشق». وأضاف أنه طلب من العدد القليل من الصحافيين الذين يسمح لهم بالعمل في سورية بالبقاء في دمشق. وفقاً لما نشرته المعارضة السورية في صحافتها على موقع التواصل الاجتماعي الـ «فيسبوك»، أغلقت السلطات السورية معبراً حدودياً بين سورية وتركيا ومنعت الصحافيين الأتراك والأجانب من دخول البلاد.
من جهة ثانية، دعت جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن الرئيس السوري، بشار الأسد في بيان الجمعة إلى الاستجابة لمطالب شعبه بـ «الديمقراطية والحرية والعدالة» وعدم استخدام القوة في مواجهة حقه بالتعبير السلمي.
وحض البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني للجماعة، الأسد على «الاستجابة إلى المطالب الشعبية في الديمقراطية والحرية والعدالة وانتخابات حرة نزيهة معبرة عن الإرادة الشعبية الشاملة وحقيقية تؤدي إلى استقرار المجتمع السوري وتقدمه وقوته». كما دعت الجماعة الأسد إلى «عدم استخدام القوة والعنف في مواجهة مطالبه (أي المجتمع السوري) المشروعة وحقه في التعبير بالوسائل السلمية».
وطالبت الجماعة الرئيس السوري بـ «الاستجابة لتطلعات الجماهير السورية في تحقيق الديمقراطية وإجراء مصالحة وطنية بين جميع مكونات شعب سورية وقواه السياسية الأصيلة وإلغاء قانون الطوارئ (...) وكل ما يتعارض مع حق الشعب السوري بالتمتع بحقوقه»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3130 - السبت 02 أبريل 2011م الموافق 28 ربيع الثاني 1432هـ