الاستثمار في الطاقات النظيفة
صدر مؤخرا تقرير «من الفائز في سباق الطاقات النظيفة؟» وهو تقرير علمي موثق يقارن الاستثمار في الطاقات الخضراء لدول مجموعة العشرين للعام 2010 وهو بالتالي تقرير مهم لأن هذا المنتدى الاقتصادي والسياسي يمثل ما مقداره ثلثي التجارة البينية في العالم. المحور الرئيسي لهذا التقرير هو بيان الاستثمار المالي في الطاقات النظيفة لأن تدفق الأموال الاستثمارية في حقول العلم والبحث العلمي في هذا المجال يساهم في مجال الابتكار وتصنيع التكنولوجيا.
الطاقات النظيفة يقصد بها طاقة الرياح، والشمس، والحرارة الجوفية، والإيثانول، والكتلة الحيوية، والطاقة المائية. على الرغم من تعدد الطاقات النظيفة فإن التركيز في معظم مجموعة العشرين هو على طاقتي الرياح والشمس ماعدا بعض الدول مثل البرازيل التي استثمرت في الإيثانول من قصب السكر مما مكنها من إنتاج 36 مليار ليتر سنويا، والصين حيث ينتج سدودها 56 ألف ميغاوات.
الاستثمار في العام 2010 وصل الى رقم جديد يقدر بـ 243 مليار دولار ويشمل هذا الرقم 45 مليار دولار تم إنفاقها في البحث العلمي في الجامعات والمعاهد والشركات. هذا الرقم الضخم يزيد 30 في المئة عن المجموع الكلي في العام 2009 وهذا يعني انه على الرغم من آثار الأزمة المالية العالمية فان المستثمرين يثقون في مقدار المجازفة مما سمح بنمو سنوي سريع.
بالنسبة للقدرة على جذب رأس المال تعتبر أوروبا (خاصة ألمانيا وإيطاليا) من أكثر المناطق قدرة على تشجيع رأس المال على الاستثمار حيث وصل مقداره الى 94.5 مليار دولار ثم المنطقة الآسيوية جذبت رأس مال يقدر بـ 82.8 مليار دولار ومعظمها تم في الصين لأنها الدولة القيادية في تصنيع ألواح الخلايا الشمسية وتوربينات طاقة الرياح. أما القارة الأميركية فكانت الثالثة حيث استطاعت جذب 65.8 مليار دولار. الأسباب الرئيسية لتفوق القارتين الأوروبية والآسيوية في جذب رأس المال مقارنة بالقارة الأميركية هو السياسات التشجيعية والحوافز الضريبية مما يزيد من هامش الربح للمستثمرين.
بالنسبة لأي من الطاقات النظيفة يتم ضخ أموال الاستثمار فيها فهذا سؤال مهم لأنه سيتضح لنا كيف سيكون عالم المستقبل. في العام 2010 تم استثمار ما يقدر بـ 79 مليار دولار في الطاقة الشمسية مما أدى الى توليد 17 غيغاواط من الطاقة الكهربية أما طاقة الرياح فتم استثمار حوالي 94 مليار دولار مما أدى الى توليد 40 غيغاواط من الطاقة الكهربية. هذه الأرقام تؤكد على تفضيل وبنسبة متفاوتة طاقة الرياح على الطاقة الشمسية بسبب الطقس البارد في دول مجموعة العشرين.
ما الذي سيحمله المستقبل لنا؟ الدراسة تتوقع ان يتم استثمار 2.3 ترليون دولار خلال عقد من الزمن 2010- 2020. هذا الرقم الضخم يدل على جدية الدول المتقدمة في الاستثمار في الطاقة لأن المزايا عديدة فهي ستكون قادرة على التحكم في أمن الطاقة في بلدانها، وتحقيق اقتصاد مستدام، والمحافظة على البيئة وجودة الهواء، وخفض البصمة الكربونية لبلدانها وبذلك تتوافق مع الاتفاقيات الدولية التي تطالب بخفض الانبعاثات الكربونية
مجيد جاسم
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3136 - السبت 09 أبريل 2011م الموافق 06 جمادى الأولى 1432هـ