رحل رجل الخير
كتب قيس الأسطى :
من منا لا يعرف ناصر محمد عبدالمحسن الخرافي؟! رجل الأعمال والخير، كلمة منه كانت تحول مؤشرات أسواق المنطقة من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر، والعكس بالعكس، شخصية كويتية برهنت على نجاح رجال الأعمال الكويتيين خارج حدود الكويت، وفي مختلف أقطار العالم.
من الكويت انطلق إلى القاهرة ومرسى علم في مصر، ودمشق وحلب وبلودان في سوريا، وحائل في المملكة العربية السعودية، والأردن ولبنان وجزر المالديف، وغيرها من بلدان العالم، بنى المطارات وأسس البنوك والمنتجعات السياحية ومصانع الورق وغيرها وغيرها.
استقبل كما يستقبل رؤساء الدول، فقد كان وزير خارجية غير معلن للبلد.
من رئاسته للمجموعة إلى تأسيس أمريكانا، وصولاً إلى تأسيسه لمصنع إيماك للورق، مر بمراحل اتفق مع كثيرين واختلف مع كثيرين، ولكنه بقي الرقم الصعب في المعادلة التجارية والصناعية في العالم العربي.
ساعد بيمينه ما لم تعلم شماله، ستر عورات كثيرة وداوى جروحاً عليلة، لم يكتف ببناء المصانع وتأسيس الشركات، بل آمن أيضاً بأن الاستثمار في العنصر البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار في الحجر، فقد أرسل، وعلى نفقته الخاصة، آلاف الشباب والشابات للدراسة، وأسس في مصر أكاديمية «إيماك» الدولية لتخريج حملة الماجستير في إدارة الأعمال التقنية، وهو مشروع غير ربحي يهدف إلى تنمية الموارد البشرية، ليعينهم بعد تخرجهم في شركات مجموعة الخرافي المنتشرة في معظم أنحاء العالم.
نقول «اللي خلف ما مات» فقد رحل العم بومرزوق بعد أن أرسى قواعد متينة لإدارة شركات عائلته الكريمة، ودرب أبناء عائلته لقيادة هذه الشركات.
ندعو الله العلي القدير أن يتغمد العم ناصر الخرافي بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
قيس الأسطى