الشهيد فاضل عباس
كيفية أستشهاده
هاليوم يلي مايتنسي
وتبقى الايام شاهدة على ما فعلوه فينا ولا سيما تاريخ 5/5/1996 يوم الاثنين متلطخة يايديهم هذا اليوم الذي صارت بصمة عار على جبينهم ويبقى هذا اليوم شاهداً على ظلم عهد الجور والجبروت وعلى عهد الحقبة السوداء وعلى قانون امن الدولة ومحكمته الجائرة التي فاح عفنها في كل مكان .
كانت الانتفاضة المباركة في اشدها معلنةً هز عروشهم وقد تكاتفت جميع الايدي في كل البحرين وقد حولتها الى ساحة حرب حقيقية حيث المظاهرات الصاخبة والحرائق الهائلة والمواجهات الدامية التي صارت شعاراً لاعلان مظلوميتنا الى مسامح العالم ومن بين تلك القرى قرية الشهيد فاضل عباس التي تبعد عن العاصمة المنامة 20 كيلومتر تقريباً وتقع في المنطقة الغربية وتسمى قرية كرزكان , لم تعرف هذه القرية انها سوف يمر عليها يوماً تؤجج قلوبهم بنار ملتهبة وكان هذا اليوم يوم الاثنين الاسود , في هذا استخدم جلاوزة النظام ابشع انواع التصرف الهمجي وذلك باستخدامهم الرصاص الحي الذي منع دولياً استخدامه لفك التظاهرات الشعبية ذلك لما اعلنته منظمة حقوق الانسان ومجلس الامن ولم يتوارى النظام باستخدامه ضد شعبه المسالم .
ولم يتوقف جورهم وظلمهم الى هذا الحد وقد استخدموا الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع وغازات اخرى محظورة دولياً منها ( عاز الخردل - gsb200 ) والكلاب البوليسية والطائرات المروحية وقوات الامن الخاصة ( المرتزقة ) لقمع الانتفاضة , وكان في اليوم نفسه ذكرى اربعينية الشهيد عيسى قمبر (رح) الذي اعدم برصاص بارد على ايدي جلاوزة النظام معلنتاً صرخةً تدوي في عروشهم وقد خرجوا احرار الحق من القرية يتحدون الظلم والاستبداد والقمع الهمجي معلنين رفضهم الى الذل بقبضات من حديد ومن بينهم الشهيد فاضل عباس الذي لم يتوانى لحضةً لمشاركة اخوانه المظلومين من القرية , وبعد احتدام المواجهات الغير متكافئة بين الطرفين وعلى اثر ملاحقته في ازقة القرية اطلق جلاوزة النظام الرصاص الحي من رشاش اوتوماتيكي عيار 6 ملم فأسقطوه ارضاً مخظباً بدمائة وهو يلفظ انفاسه الاخيرة على مسمع ومنظر جلاوزة النظام وبعد ذلك سحبوه على وجهه والدماء قد صبغت الارض واخدوا يتناوبون عليه بالركل والرفس وهو ينازع الموت مستعداً للخروج للملكوت الاعلى ملاقياُ ربه شهيداً محتسباً , وتم نقله الى مستشفى قوة دفاع البحرين الا انه فارق الحياة مودعاً هذه الدنيا الفانية , وفي ذلك اليوم تم اعتقال تسعة اشخاص من نفس القرية كانت هي غنيمتهم في تلك اليلة وتم اقتياد المعتقلين التسعة الى مركز القيادة في الرفاع الغربي , وبعد ذلك استدعي احد شباب القرية الى المستشفى العسكري للتعرف على الشهيد وتم التعرف على الشهيد وقد اخبرهم باسمه كاملاً وفي هذه الاثناء كانت قلوب اهالي القرية تتشوق لمعرفة خبر يطمئن به قلوبهم , وفي اليوم التالي تم استدعاء والد الشهيد الحاج عباس مرهون 65 عاماً الى مركز الحورة بشأن ابنه الشهيد واخباره بموته وقد طلب منه الضابط التوقيع والاعتراف بأن ابنه قد تم دهسه في حادث مروري وقد توفي على اثرها ورفض والد الشهيد رفضاً قطعياً بالتوقيع رغم التهديد والوعيد من قبل جلاوزة النظام وبعدها رفض جلاوزة النظام تسليم جثة الشهيد الى ذويه , وقد تم دفن الشهيد في مقبرة الحورة بحظور والده ووالته واخيه الاوسط ( عبد النبي ) ورجل دين في الذي صلى عليه ودفنه بحظور الجلاوزة حيث منعوا الناس من الحضور والتشييع حيث القاء نظرة سريعة على الشهيد من قبل اهله وتم توديعه الوداع الاخير ودفن سريعاً بجانب الشهيد السعيد عيسى قمبر وتم محاصرة المقبرة لعدة ايام وتم مسح معالم الفبر لكي لا يتعرف عليه أحد .