الضحية الكبرى في كأس آسيا
يبدو أن قدر كأس آسيا 2011 شاء أن يأتي بأقوى الأخبار حتى الآن من المعسكر السعودي الذي أعلن عن ضحيتين للإخفاق الذريع الأول من نوعه في تاريخ الأخضر منذ سطوع بريقه القاري 1984، إذ كانت الأولى بإقالة مدربه البرتغالي بيسيرو بعد الخسارة الأولى أمام سورية ثم كانت «الضحية الثانية والكبيرة» أمس بصدور القرار الملكي بإعفاء الأمير سلطان بن فهد من منصبه رئيساً للرعاية العامة للشباب والرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم بعد توليه المهمة طيلة عشر سنوات كاملة إثر رحيل الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله».
إن ما حدث في المعسكر السعودي يعتبر ردة فعل طبيعية لما يمكن أن تحدثه نتائج مباريات ومنافسات كرة القدم وخصوصاً مع توالي الإخفاقات وازدياد الضغط الإعلامي على المسئولين وليس المدربين لدرجة أننا شعرنا بتغيير نوعي في الطرح الإعلامي السعودي هذه المرة وخصوصاً بعد السقوط الذريع في لقاء الأردن والخروج المبكر الذي هز كبرياء الكرة السعودية فتنادت الأصوات ووجهت الأسهم إلى المسئولين حتى لمن حمل المسئولية في البداية المدرب المقال بيسيرو، فضلاً عما قرأناه في تصريح الأمير سلطان بن فهد بـ «لوم نفسه» بصفته رئيساً لاتحاد الكرة ووضعه على رأس المسئولين عن الإخفاق الآسيوي ضمن الأسباب الأربعة وذلك على عكس ما اعتدنا عليه في التصريحات السابقة عند خسارة أية بطولة فاستشعرنا معه بأن هناك شيئا ما ينذر بخبر مهم في الطريق السعودي.
وبلاشك أن السيناريو السعودي الذي حدث في الدوحة لم يكن في الحسبان سواء للسعوديين أو الآسيويين حتى في أسوأ الاحتمالات والظروف بل كان الأخضر مرشحاً للقب لكن سارت الأمور على غير ما يشتهي السعوديون وبالتالي جاءت ردة الفعل قوية تتناسب مع حجم الإخفاق.
وأعتقد أن التغيير الذي حدث في السعودية بالأمس يجب ألا يمر مرور الكرام مهما اختلفت التفسيرات لذلك التغيير والذي ندرك جيداً أنه جاء في النهاية نتاجا للإخفاق الآسيوي، ويمكن قراءته بصورة دقيقة من المسئولين والقيادات الرياضية إن عجلة الأخطاء لا يمكن أن تستمر حتى في أسوأ وأصعب الحالات لأن ذلك سيكون أشبه بـ «قنبلة» قابلة للانفجار
عبد الرسول حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3054 - الأحد 16 يناير 2011م الموافق 11 صفر 1432هـ