في وداع أبي باقر
(أبا باقرٍ)هامةٌ مطرقة
وحسرة نفس لكم مُحــــــــرِقة
تلحّ هنا الذكريات الأُلى
وتبقى عيونا بنا مُـــــــــــحدقة ..
يفجّرها الموتُ من حولنا ...
فما أكذب الموتَ ... ما أصدقه!
ذكرتك تمشي، فيسعى المشاة
إليكَ، بــــأفئدةٍ شــــــيّقــــــــة
ذكرتك تنثر فوق الرصيف
تحايـــاك والبسمــــــة المغدقة
فما أحلى بسمك بين الوجوه
و ما أزهى روحـــك عند اللقا
ذكرتك لما دهانا (البلاء)
وباغتنا بالعنـــــا والشــقــــــا
وجدتك تنهض في الأوّلين
تسيل على جرحــــــنا رقرقة
وبادرت بالكف تحنو على
صغير بإيمـــــاءة مُشــــفقة
و تسعى حثيثا للمّ الشتات
و تنسجُ مـــــا الدهر قد مزّقه
و عيناك تملؤها بالصلاة
و تبعثها مـــــــــوجة مشرقة
(أبا باقرٍ)ذاك عمرٌ قصير
تقضّى كجــــــودِ يـدٍ مُملقـــة
قدِ استوطن الداءُ جسما ضعيف
وألقاهُ كـــالنخلة المـــــــرهقة
وقد هدّ ركنك ، لكنـه
تناهى ... وما استطاع هزّ الثقة!
نوى بك سؤءا! وظل الرجاء
يراودنا فـســــــــحة ضـيـّقــة
فبين الطبيب وبين الدواء
وفي غربة مُرّة مــــــــؤرقــة
وأنت هنا صابرٌ ... صابرٌ
(كذا الصبر دأبٌ لأهل التقى)
و ما فارقت ثغرك البسملات
ولا البسمـــــــات بدت مُخلقة
و تمضي ...وأنت امام الصلاة
وللفقه مــدرســـــة ... مُرتقى
ليبكي على رزئك السائلون
و تنحب في فقدك (المنطقة)...
جابر علي
_________________
نحن انصار حر كة جعفر الخابوري الثقافيه