أنا البحرين»
انضمّ عدد من المسئولين في الدولة كأعضاء شرف للحملة التي نظّمتها لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة، والتي تهدف الى تعزيز الوحدة الوطنية بين فئات المجتمع، ونشر ثقافة المواطنة وروح الانتماء.
هذه الحملة مهمّة لأبناء البحرين وخاصة في الوضع الحالي الذي نعيشه، ولكنّنا نتمنى ألاّ تكون هذه الحملة مجرّد شعارات واعلانات، بل نريدها أن تكون أعمق من ذلك بحيث تصل الى جميع شباب البحرين بشتّى طوائفه.
المشكلة هي أنّنا نواجه طرفي نقيض، اذ نجد هذه الحملة تهدف الى تعزيز المواطنة والوحدة الوطنية، ولكنّنا نجد ما يناقضها من خلال الاعلانات الطائفية التي انتشرت في ربوع مملكة البحرين، حتى انّك لا تكاد تدخل احدى المدن الاّ وتجد حبل المشنقة بجانب شعار لا للعفو، لتعلم على أي طائفة محسوبة هذه المدينة!
نحن نتكلّم اليوم عن الشباب، تلك الطاقات التنموية للمجتمع البحريني، وسواء أُقحم هؤلاء الشباب في تظاهرات أم أُقحموا في طائفية، فإنّ هذه العبارات المتناقضة لن تفيد المجتمع بقدر ما ستزيد من لهيب الفوضى.
نحن نثق بنزاهة القضاء البحريني. وإن كان هناك من حاول التخريب، فإنّ القضاء يسعى جاهداً لبسط العدالة، ولكن ما نجده في هذه الشعارات ما هو الا اشعالاً للفتنة وعدم اقتناع بدور القضاء في العدل ومقاضاة من يستحق وترك من هو بريء.
ولذلك لن تنجح حملة «أنا البحرين» الاّ اذا أبعدنا التصعيد الطائفي، وركّزنا على هدف اللحمة الوطنية للخروج من الأزمة التي تعيشها البحرين. ولن تصل الى أهدافها، ما دام الوعي ضعيف، والتعايش مرفوض بين أطياف المجتمع.
المسئولون في الدولة الذين ساندوا هذه الحملة، نريد وجودهم أكثر تفعيلاً من الدعم المادي والمعنوي، ونطالبهم اليوم بالعمل على إخماد الفتنة داخل مجتمعات الشباب وزرع الثفة مرّة أخرى عن طريق الفئات الموجودة داخل مؤسساتهم أوّلاً ومن ثمّ توأمة الحملة داخل المؤسّسات الأخرى، بحيث ينصهر الجميع بالفعل لا بالقول على «أنا البحرين».إنّ الوطن يتمزّق في لباس الطائفية، ونحن لن نهدأ حتى نخمدها، فالوطن يخسر في نهاية المطاف كثيراً قبل خسارة المواطن، ولا أحد يتمنّى لوطنه هذه الخسارة وهذه الكراهية المنتشرة، التي يغذّيها مجتمع البلاكبيري والفيسبوك والتويتر، فلقد أساء البعض استخدامه لما يناسب مصالحه الخاصة، وليست مصالح المواطنين البسطاء.
لندعم وبقوّة حملة كهذه الحملة، على رغم التخوّف من فشلها، فأيدينا على قلوبنا خشية أن تكون مجرّد شعارات ليومين وتنتهي، ويكفينا ما خسرناه لحد الآن. وحتى نبني لابد من زرع الثقة مرّة أخرى. فهل نستطيع ذلك؟
سنستطيع مواجهة التحدّيات الداخلية والخارجية، ولكن يجب أن تنبثق الوحدة الوطنية والانتماء من الداخل قبل التفوّه بها لفظاً، إذ إنّ ما ينبع من اقتناع الأفراد بأهمّية اللحمة مرّة اخرى، هو الذي سيبني المجتمع ولن يبدمه، بل سيكون البنيان أقوى وامتن ضد أي تدخّلات خارجية. والله من وراء القصد
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3151 - الأحد 24 أبريل 2011م الموافق 21 جمادى الأولى 1432هـ